ثقافة

الفنون التشكيلية بين الإبداعية والواقعية

الفنون التشكيلية بين الإبداعية والواقعية

عندما تمتزج الأفكار الإبداعية مع ألوان الحياة الواقعية تصمتُ الألسن أمامها تاركةً لها مساحةَ التعبير والإنجاز.
أضاءت صالة الفنان صبحي شعيب جدرانها بافتتاح المعرِض التشكيلي السنوي لفناني حمص، بحضور الرفيق حسام عودة رئيس مكتب المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وعدداً من الفنانين والمهتمين بالساحة الفنية وذلك عند الساعة السابعة من مساء يوم الأربعاء.

قدّم المعرِض خمسٌ وثلاثونَ لوحةً بألوانٍ زيتية تعود إلى عدة مدارس منها الإبداعية والتجريدية والتعبيرية، أبدعها سبعٌ وعشرونَ فناناً تشكيلياً من محافظة حمص، وفقاً للتجربة الخاصة بكل فنان.

وفي كلمته عن المعرِض أكد الرفيق حسام عودة على أنّ الفن التشكيليّ بكافة أنواعه يرصد الحالة الاجتماعية والسياسية للبلد، خاصةً بعد الحرب التي مرّت بها سوريا وما نتج عنها من آثار سلبية على المجتمع السوري. ومن المهم جداً أن يسلِّط الفنان الضوء على هذه الحالات على اختلافها بلوحات تجسدها، كما تحدث عن دور المرأة الأساسي في كافة المجالات وبشكلٍ خاص في الفن التشكيلي.

وقد أشار الفنان اميل فرحة في حديثه عن الحركة الفنية في حمص إلى أننا نتجه حالياً إلى مرحلة التعافي، وذلك بمساندة جيل من الشباب الموهوب، وتشجيعه على الاهتمام بالفنون المختلفة، خاصةً بعد أن خسرنا الكثير من رموز هامة وأسماء فنية سوريّة، بعدد يتجاوز خمسةً وثلاثين فناناً تشكيلياً من أصل مئتين وخمسين، إلاّ أن الطموحات كبيرة بعودة الفن التشكيلي لأفضل مما هو عليه.

كما تحدث عن وجود عدد من المعارض الجوالة ضمن المحافظات بالتعاون مع مديريات الثقافة وبعض الجمعيات.
شهد المعرِض تنوعاً في عناوين ومعاني اللوحات فقد رسمت الفنانة /عبير اسبر/ في لوحتها جسد المرأة الذي اعتبرته الأقدر على التعبير عن مختلف المشاعر، سواء كانت في حالة الألم أو حالة النشوة والسعادة، مشيرةً إلى أن الفنان يبحث دوماً عن الجمال.

كما شكلت لوحة الفنانة /سميرة مدور/ مشهداً من الطبيعة وألوان الحياة تظهر فيها البهجة والفرح بالفجر القادم هروباً من الحزن والحالة الاجتماعية التي نعيشها.

أمّا الطبيعة السورية فقد عبر عنها الفنان /محمد علي/ من خلال لوحة تجسد ريف مصياف بألوان زيتية.
وعملت الفنانة /كارمن شقيرا / على تجسيد الواقعية الغير مألوفة بلوحة من المنظور التعبيري بأسلوب مختزل غير تسجيلي.

ومال الفنان المغترب /محمد محفوض/ إلى استخدام الفرشاة والإسفنجة في رسمه لوحةً بالألوان الزيتية تعكس البيئة الصحراوية معبِّراً عن مرارة الغربة.

خلال تأملهم للوحات عبر الزوار عن إعجابهم بها واقترابها الشديد من الواقع، وأكدوا أن المعرض يمثّل مدينة حمص الغنية بالطاقات المبدعة في مجال الرسم والفن التشكيلي وهذا يُغني الفن والثقافة في بلدنا.
كما أبدى الجميع التزاماً كبيراً بالتباعد المكاني والتقليل من الازدحام خلال تأمل اللوحات والحوار مع الفنانين سعياً للحد من انتشار فيروس كورونا.

تقرير: يارا شحود
وتصوير: كابي إبراهيم

عن الكاتب

جريدة حمص

جريدة حمص أول صحيفة صدرت في مدينة حمص – سوريا عام /1909/ عن مطرانية الروم الأرثوذكس لتكون لسان حال المدينة.

اترك تعليقاً