منوعات

خطوة لحياة أجمل

ليس من حقّ الإنسان أن يطالب بتغيير البيئة المحيطة به، بل عليه أن يكون هو التغيير المستمرّ والمتأقلم مع من حوله. بهذه الكلمات البسيطة أردت أن أستهلّ مقالتي لأتمكّن من الولوج إلى عمق المشكلة الأساسية التي واجهت أو تواجه كلّ فرد منّا في المراحل الأولى من تشكيل شخصيّته المستقلّة، والتي هي تأثير البيئة والأشخاص السلبيين المتشائمين المحيطين بنا.

يقول البعض إنّ الأشخاص السلبيين الذين نحاط بهم، كثيراً ما يشكّلون حاجزاً في وجه التعبير عن شخصيتنا وعملنا وإنتاجنا وفعاليّتنا في الحياة بشكل عامّ.

فيما يلي خمس استراتيجيات مقتبسة من اختصاصية علم النفس ” آمي مورين” لاستعادة قوّتك وتقليل التأثير الضارّ للأشخاص السلبيين في حياتك:

1. احفظ وقتك

إن لم تكن حريصاً، يمكن للأشخاص السلبيين إشغال وقتك، حتّى في الوقت الذي لا يقضونه معك. من الممكن أن تقضي ساعتين من القلق جرّاء لقاء مدّته ساعة واحدة مع شخص سلبيّ. اجمع ذلك مع ساعتين من التنفيس عن هذا الزميل السلبي. لقد أعطيت هذا الشخص للتوّ خمس ساعات ثمينة من وقتك.

لا تسمح للأشخاص السلبيين بسرقة وقتك وطاقتك. بدلاً من الشكوى من الأشخاص المتشائمين، اختر بدء محادثات حول مواضيع ممتعة أو مواضيع تهمّك فعلاً. وبالمثل، بدلًا من قضاء وقتك في التفكير في مقدار كرهك لنفسيّة هذا الشخص الذي يتعيّن عليك العمل معه، قم بعمل أي شيء آخر تحبّه وتودّ القيام به فعلاً. استعد قوّتك عن طريق الحدّ من مقدار الزمن الذي تقضيه في التحدّث والتفكير والقلق بشأن الأشخاص المتشائمين.

2. اختر موقفك:

يمكن أن يكون قضاء الوقت مع الأشخاص السلبيين أسرع طريقة لإفساد الحالة المزاجية الجيّدة التي كنت متمتّعاً بها. يمكن لوجهات نظرهم المتشائمة وموقفهم الكئيب أن يقلّل من حافزك نحو العمل والتغيير. كما أنّ السماح لشخص سلبي بتغيير مزاجك سيعطيه -في المستقبل-الكثير من القوّة والتأثير في حياتك.

ابذل جهداً واعياً لاختيار موقفك. أوجِد شعاراً لنفسك، مثل “سأظلّ إيجابياً متفائلاً هذا اليوم على الرغم من الأشخاص والظروف المحيطة بي”، كرّرها كثيراً لمساعدتك على البقاء على الطريق الصحيح. قرّر أنّك ستجعله يوماً رائعاً، على الرغم ممّا يقوله أو يفعله الآخرون.

3. أعد تركيز أفكارك:

غالباً ما يؤثّر الأشخاص السلبيون على ما نفكّر فيه. انتبه لكيفية توجيه أفكارك عندما تواجه أشخاصاً سلبيين. فكلّما زاد الوقت الذي تقضيه في الخوف والقلق والتشاؤم، قل الوقت الذي ستخصصه لأشياء أكثر إنتاجيّة. لذلك ابذل جهداً واعياً لتقليل مقدار الطاقة العقلية التي تنفقها على الأشخاص السلبيين.

4. اختر التصرّف بشكل منتج:

يمكن للأشخاص السلبيين إخراج أسوأ ما فينا، إذا لم نكن حذرين. قد يجعلونك عصبياً ورديء المزاج.

التزم بالتحكّم في ردود أفعالك العاطفية. حافظ على قيمك على الرغم من الظروف المحيطة بك.

5. ابحث عن الأشخاص الإيجابيين:

من الصعب النظر إلى الجانب المشرق عندما تكون محاطًا بالسلبية. ابحث عن أشخاص إيجابيين للحفاظ على توازنك. تماماً كما يمكن للأشخاص السلبيين أن يخدعوك، يمكن للشخص الإيجابي أن يضيء روحك.

حدّد الأشخاص الإيجابيين في حياتك. يمكن أن تساعدك وجبة غداء سريعة مع زميل مرِح أو تجمّع عائلي مضمون مليء بالضحك، على البقاء على الطريق الصحيح.

قرّر أنك لن تسمح للأشخاص السلبيين بتحديد طريقة تفكيرك وشعورك وتصرّفك. استعد قوتك وركّز وقتك وطاقتك على أن تقدّم أفضل ما لديك.

عن الكاتب

فادي النبكي

الدكتور فادي جرجس النبكي، إجازة دكتور في طب الفم والأسنان من جامعة البعث 2013، إجازة في اللاهوت من جامعة البلمند 2018، حائز على جائزة أساتذة معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي 2018، أعمل في عيادتي الخاصة في مشتى الحلو

اترك تعليقاً