صحة

تخثر الدم (1)

تُعدّ عملية تخثّر الدم (Coagulation) إحدى العمليات الطبيعية في جسم الإنسان، والتي تساهم بشكل كبير في عملية الإرقاء (Hemostasis) التي بدورها تعمل على منع النزيف من خلال إصلاح الضرر الحاصل على الأوعية الدموية، وتنقسم عملية الإرقاء إلى مرحلتين، الإرقاء الأولي والذي يتضمن تراص الصفائح الدموية وتكوين ما يسمى بالسدادة الصفيحية عند الجزء المتضرر من الغشاء المبطِّن للوعاء الدموي، أما المرحلة الثانية فتتمثل بالإرقاء الثانوي وتتضمن العديد من العمليات المعقدة التي تؤدي في النهاية وباشتراك عدة عوامل إلى تكوين شبكة من الفيبرين. وتعمل هذه الشبكة على تثبيت ودعم السدادة الصفيحية. وفي الحقيقة يقوم الجسم بحلّ الخثرة المتشكلة بشكل طبيعي بعد شفاء المنطقة المتضررة، إلا أنه في بعض الحالات قد لا يتم حلّ الخثرة المتشكلة من قِبل الجسم، أو تنشأ خثرة دموية داخل الأوعية الدموية السليمة دون وجود جرح أو ضرر واضح داخلها، وقد تنتقل هذه الخثرة عبر مجرى الدم مما قد يؤدي إلى حدوث عدد من المضاعفات الصحية الخطيرة ويشكل خطراً على حياة المريض[1] [2] [3].

أنواع تخثّر الدم[4]:

تبعاً لبنية الخثرة الدموية المتكونة وهي كالآتي:

الخثرة Thrombus:

يمكن أن تكون الخثرات الدموية ثابتة أي أنها لا تتحرك، ولكن بإمكانها عرقلة تدفق الدم، ويطلق على هذا النوع من الخثرة تخثّر الدم غير الطبيعي.

الصمّة Embolus:

وفي هذا النوع تكون الخثرات الدموية رخوة ويمكن أن تنكسر بسهولة أيضاً، ويعد هذا النوع هو الأخطر لأنه بإمكان الصمّة الانتقال والسفر مع الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وبالإضافة إلى ذلك التصنيف، يتم تصنيف أنواع تخثّر الدم تبعاً إلى المكان الذي تتكون فيه الخثرة الدموية كما يلي:

الخثرة الشريانية:

ويحدث هذا النوع من تخثّر الدم في أغلب الأحيان في الساقين والقدمين، وفي بعض الأحيان، يمكن أن يحدث في الدماغ مما قد يؤدي إلى السكتة الدماغية، أو في القلب حيث يمكن أن تسبب النوبة القلبية، كما تحدث في الكلى أو الأمعاء أو العينين، ولكن بشكل نادر.

الخثرة الوريدية:

تتكون هذه الخثرة بشكل بطيء مع مرور الوقت، وهناك ثلاثة أنواع من خثرات الدم التي تتشكل في الأوردة، وهي كالآتي:

الخثار الوريدي السطحي:

هو خثرة دموية تتشكل في الوريد بالقرب من سطح الجلد، وتكون قاسية وثابتة ولا تنتقل عبر المجرى الدموي إلى مكان آخر، ولكن يمكن أن تكون مؤلمة وتحتاج إلى اتّباع إحدى طرق علاج تخثّر الدم.

الخثار الوريدي العميق:

ويطلق عليه أيضاً اسم تخثّر الدم الوريدي، وهو خثرة دموية تتشكل في وريد كبير في عمق الجسم، ويحدث هذا النوع عادةً في أسفل الساق أو الفخذ أو الحوض، ولكن يمكن أن يحدث أيضاً في أجزاء أخرى من الجسم، مثل الذراع، الدماغ، الأمعاء، الكبد أو الكلى.

الانسداد الرئوي:

تعدّ هذه الحالة من أنواع تخثّر الدم حالة طبية طارئة ويمكن أن تكون قاتلة، وهي عبارة عن خثرة منتقلة من نوع التخثّر الدموي العميق.

بعد أن تحدّثنا عن تخثّر الدمّ وكيفيّة حدوثه وأنواع الخثرات، سنتعرّف في المقال القادم على أسباب تخثّر الدمّ والعوامل التي تزيد أو تقلّل من حدوثه.

المراجع:

  1. “Coagulation Disorders”
  2. “Coagulation Pathways”
  3. “What is Coagulation? How does our blood clot?”
  4. “Types of Blood Clots”

عن الكاتب

ماهر شليل

متخرج من كلية الطب البشري. طالب ماجستير في الجراحة القلبية. اهتماماتي المطالعة العلمية والأدبية. مهتم باللغة العربية وقواعدها. عملت سابقاً في المجال الإنساني كمتطوع في الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية.

اترك تعليقاً