برئاسة صاحب السيادة جاورجيوس (أبو زخم) ميتروبوليت حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس، في كنيسة القديس يوسف الدمشقي في قرية أم شرشوح، أقيمت الصلاة في صالة الكنيسة المدمرة بمشاركة قدس الأب أفرام ملحم كاهن الرعية وعدد من كهنة الأبرشية مع حضور بعض أهالي القرية برغم كل الصعوبات.
وكان لصاحب السيادة كلمة رعائية تحدث فيها عن أهمية التمسك بالأرض والتاريخ والتراث، قال فيها: “نحن موجودون هنا اليوم لنقول أن لنا تاريخ هنا وجذور وأسس متينة، وأنا في هذا العيد أقول لكل واحد من أهالي القرية صغاراً وكباراً بارككم الله وقوّاكم وشددكم، وأنا أعدكم بإيصال الصوت والعمل على استقطاب جهات حكومية ومعنية في سبيل توفير الكهرباء والماء تلبية لمطالبكم في العودة.
هذا القديس الذي نعيد له اليوم هو شهيد، فإذا كنا كنيسة شهداء فنحن نفتخر بذلك وتكون لنا كرامة كبيرة، وهذه القرية عاشت استشهاد كثيرين دفعوا دمائهم في سبيلها وهذا ما يجب أن يزيد من تمسكنا بها فهي أرض الآباء والأجداد”.
وفي تصريح خاص لجريدة حمص تحدث قدس الأب أفرام ملحم كاهن الرعية، عن أهمية هذا اليوم الذي نعيد فيه للقديس يوسف الدمشقي في كنيسته هنا للسنة الثالثة على التوالي.
وقال:” سنة بعد سنة نلاحظ بعض التطورات في حال القرية نحو الأفضل مع أنها تحدث بشكل بطيء جداً، وبهمة أهالي القرية أنفسهم الذين عادوا لزراعة الأراضي وبدأوا بمحاولات الترميم بشكل بسيط مقارنة بالدمار الكبير الذي شهدته القرية، فلا يوجد أي دعم من أي جهة رسمية أو غير رسمية ولا من أي جمعية حكومية أو غير حكومية فالأمر متروك لتمسك الأهالي بأرضهم وحرصهم عليها واليوم نرى استقرار أكثر من أربع عائلات مع العلم أنه لم يكن ذلك في العام الماضي.
ونحن نطلب شفاعة والدة الإله شفيعة الكنيسة الأثرية القديمة وشفاعة القديس يوسف الدمشقي بأن تعود القرية لألقها وبهائها السابق، آمين.”
كما كان لجريدة حمص لقاء مع الأستاذ عصام منصور رئيس الوحدة الإرشادية السابق، الذي تحدث عن واقع القرية منذ العودة الأولى للأهالي التي كانت برفقة صاحب السيادة الميتروبوليت جاورجيوس، حيث اطلعوا على الأضرار الناتجة وكانت القرية مدمرة بشكل كامل.
وأكد أن القرية زراعية بامتياز فأهالي القرية يعتمدون بشكل مباشر على الزراعة، والآن بدأت القرية تشهد استقراراً لبعض العائلات، واستثماراً للأراضي ومن المحاصيل التي تنجح زراعتها نذكر القمح الاستراتيجي، اليانسون، الكمون، الكزبرة، والحمُّص. وقد كان الإنتاج وفيراً في السنتين الماضيتين وهو ما يدعو للتشبث بالأرض ويشجع العودة والاستقرار.
داعياً أهالي القرية للعودة إلى أراضيهم خاصّة في ظل هذه الظروف التي تؤكد أن الزراعة هي سبيل للنجاة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
تقرير: ميشلين وهبي
تصوير: غابي إبراهيم
اترك تعليقاً