شهد مرفأ بيروت مساءَ أمس انفجاراً هائلاً أسفر عن دمار كبير وعدد من الضحايا يتجاوز – في حصيلة ليست نهائية – المئة قتيلٍ وخمسة آلاف جريحٍ، وذلك في كارثة قد تكون الأقسى في تاريخ لبنان الحديث، لبنان العاجز عن احتواء هكذا كارثة حيث أعلنت المشافي عجزها عن استيعاب تلك أعداد من الضحايا بمجرّد مرور دقائق على الانفجار.
وفي تصريح لمحافظ بيروت مروان عبود لبعض القنوات: “تم تدمير ساحة وسط بيروت بالكامل، ولا يوجد أي محل تجاري سليم الآن، أسواق ” داون تاون ” أصبحت ركام بما فيها المباني السكنية المحيطة رغم بعدها أكثر من 2 كيلو متراً عن مكان الانفجار، ونحتاج لأكثر من مئة عام قادمة لإعادة الإعمار، وهو أشبه ما يكون بانفجار هيروشيما في اليابان.
بيروت اليوم عاصمة منكوبة ومدمرة بالكامل لا يوجد فيها حجر سليم.”
وكان صدى هذا الانفجار مدوياً حيث شعر به سكان قبرص الواقعة على بعد 240 كيلومتراً، ووصل الدخان الناتج عنه إلى العاصمة السورية دمشق.
إثر ذلك وجه الرئيس الأسد برقيه للرئيس اللبناني ميشال عون: ” آلمنا كثيراً الحدث الجلل الذي وقع في مرفأ بيروت وخلّف عدداً كبيراً من الضحايا والجرحى. باسمي وباسم الشعب العربي السوري نتقدم منكم ومن الشعب اللبنانيّ بخالص العزاء والمواساة، سائلاً الله عزّ وجلّ الرحمة للضحايا والشفاء العاجل لجميع المصابين.
ونؤكّد وقوفنا إلى جانب لبنان الشقيق وتضامننا مع شعبه المقاوم، وكلنا ثقةٌ بأنكم قادرون على تجاوز آثار هذا الحادث المأساوي، وإعادة بناء ما نتج عنه من أضرار في أسرع وقت ممكنٍ.”
كما اتصل صاحب الغبطة البطريرك يوحنا (العاشر) بصاحب السيادة المطران الياس (عودة) للاطمئنان عنه إثر الانفجار المدمر الذي تعرضت له العاصمة بيروت. وقد اطلع منه على الأضرار التي تعرضت لها العاصمة وأهلها والمطرانية وكنائس الأبرشية ومؤسساتها، ورفع معه الصلوات من أجل شفاء المرضى وراحة نفوس الذين استشهدوا وتعزية قلوب ذويهم.
راجياً غبطته من والدة الإله بمناسبة صوم السيدة المبارك أن تحمي لبنان وشعبه من كل ضررٍ.
واطمأن صاحب السيادة جاورجيوس (أبو زخم) ميتروبوليت حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس
عن قرينه المطران الياس (عودة) والكهنة الأجلاء في مطرانية بيروت وعلى كافة العاملين في مؤسسات المطرانية هناك عبر العديد من الاتصالات، مؤكّداً أسفه وحزنه العميق لما حدث، وأنه يتضرع إلى ربِّنا في عيد التجلي الإلهيّ ليتجاوز أهلنا هذه المحنة في ظل الظروف الصعبة التي تعصف ببلدنا الشقيق لبنان.
وقد نشرت بعض المصادر إصابة عدد من السوريين في هذا الانفجار، ومنهم القتيل والجريح.
المصاب كبير والكارثة موجعة وتكثر التساؤلات عن كيفيّة التعافي من هذه الضربة في ظل غياب الأموال والطاقة الكهربائيّة والوقود، وما يتبعها من تداعيات طبيعية كالهزات الارتدادية واقتصادية كون المرفأ المُدمَّر مركز تجاري حيوي على ساحل المتوسط.
تقرير: م. ميشلين وهبي
اترك تعليقاً