كفى لا تستثيرونا فلم يبق مكان للألم فينا… فقد خنقتا دخان الحرب والبارود، ثم توالت الأيام والحوادث…
كفى لا تستثيرونا، ولا تشفقوا علينا، فلم يبق مكان للجراح فينا…
لا تغرسوا السكين في أجسادنا ولا تجعلونا نطلق صرخات الاستغاثة، فبالكاد نحمل القليل من الصبر والإيمان في قلوبنا…
بالكاد نستجمع شجاعتنا وإرادتنا وسكينتنا وقوتنا، ونمشي على حافة جدار الموت ونحن بين الموت والحياة، وأي اهتزازة تأخذنا إلى الهاوية أو تصعد بنا إلى السماء…
كفى لا تواسونا.. لا تندبونا… يكفينا ما فينا ويكفي ما مر علينا، فنحن شعب ترفع له القبعة… لم يتركوا مكانا لم يغرسوا السكين فيه، حتى بتنا نجسد خريطة الوطن العربي الممزق على أجسادنا النحيلة…
بات وطننا مشتتا ممزقا، يرتق مكان التمزق في ثوبه الكبير، وكلما سد ثغرة وأمسك خيوط الحياكة، تمزق جانب آخر من خيوط العباءة…
بات وطننا بلا حلم… بلا أمل… بلا مستقبل
يجسد مسرحية موضوعها الخيانة، ممثلوها متعبون، وجمهورها بلا إرادة…
أدواتها السكين والخنجر وحوارها نصال سيوف الغدر والإبادة…
كفاكم… لا تواسونا… لا تنادونا… لا تمدوا أياديكم إلينا… فنحن بتنا شعبا ممزقا مشتتا يحاول أن يجسد دور البطولة على مسرح الحياة فلا ينجح..
يحاول أن يصعد سلم الحضارة فيهوي على سلالم الصعود…
يحاول أن يقول كلمة الحق فتخنقه أشواك الألم…
يحاول أن يكتب قصيدة جميلة، فتتبعثر الحروف في كل الجهات…
يحاول أن يغني قصيدة الغزل فيراها تتحول إلى قصيدة الفراق…
وطني… كفاك عناء فقد أثخنوك بالجراح…
كفاك كلاما فلم يعد للكلام من مجال…
وطني كفاك حبا وانتظارا للحبيب، فقد ذهب عبر حقول الضياع، ولن يعود عبر طرقات المستحيل…
وطني… وداعا على أمل اللقاء، لعل اللقاء لا تخنقه عبرات الزمان الطويل…..
اترك تعليقاً