اعتبر الكثيرون أن سقوط برشلونة أمام بايرن ميونيخ بثمانية أهداف بدوري الأبطال سيتسبب بإحداث تغيرات جذرية داخل صفوف وصيف الليغا لكن ظروف كورونا والحالة الإدارية السيئة قد يتسببان بدفع النادي للغرق أكثر بدلاً من التقدم للأمام.
بعد الخروج من دوري الأبطال تحدث رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو عن قرارات جذرية “سيتم اتخاذها خلال أيام” على حد تعبيره، لكن حتى اليوم مازلنا نتساءل عن شكل هذه التغيرات.
تم تبكير الانتخابات لعدة أشهر دون أي استقالة للإدارة وتم التخلي عن المدير الرياضي إريك أبيدال وتعيين مساعده بلانس مكانه، كما استغنى النادي عن المدرب كيكي سيتيين، ونسي أن يوقع كتاب الاستقالة لشهر كامل مما قد يتسبب بإدخال النادي للمحاكم، وتم تعيين رونالدو كومان الذي بدأت مشاكله مع المجموعة مبكراً.
بعد كل ما حدث لم يظهر التكاتف بين الإدارة ونجوم الفريق أبداً، فطلب ميسي الرحيل وأجبرته الإدارة على البقاء بفضل قراراتها الصارمة دون وجود أي حوار مثمر مع النجم التاريخي للنادي، في حين استمر سواريز بضغطه للحصول على تعويض كبير مقابل “الرحيل القسري” إلى أن وجد عرضاً مناسباً في أتلتيكو مدريد يقنعه بالذهاب دون إضاعة الوقت بما أن إدارة بارتوميو غير قادرة على دفع مبالغ كبيرة أما فيدال وراكيتيتش فغادرا النادي مقابل ما مجموعه 2 مليون يورو.
وسط كل هذا الازدحام أتمّ سيميدو انتقاله إلى ولفرهامبتون مقابل 35 مليون يورو بصفقة غريبة، حيث لا يمكن لأحد أن يقتنع بقدرة سيرجي روبيرتو على تقديم أداء أفضل بمركز الظهير الأيمن من البرتغالي، ولا يوجد أي تفسير لهذه الصفقة إلا البحث عن المال لجلب نجم كبير جديد بظل استمرار ظهور أنباء عن إمكانية ضم لاوتارو مارتينيز من إنتر ولو أن إتمام هذه الصفقة يبدو شبه مستحيل مع تمسك إدارة إنتر بالحصول على مبلغ كبير مقابل السماح للأرجنتيني بالرحيل.
ريكي بويغ بات واحداً من ضحايا ثورة برشلونة، التي كان هدفها المفترض تدعيم عنصر الشباب وإعطائهم الثقة، حيث اعترف كومان أنه لا يخطط للاستفادة من اللاعب هذا الموسم، لذا طلب منه الخروج بنظام الإعارة علماً أن عقد بويغ الحالي سينتهي منتصف العام المقبل.
منذ استقطاب كومان لم يتعاقد برشلونة مع أي لاعب جديد حتى الآن، وكل المنضمين كان النادي قد أتم الاتفاقات معهم بوقت مبكر، ويكثر الحديث عن سعي البارسا لضم ديباي من ليون وسط تشاؤم لدى الصحف الإسبانية خاصة بعد تجربة ديباي السيئة سابقاً في مانشستر يونايتد.
من خلال كل هذه النقاط يمكننا أن نستخلص نقطة واحدة وهي أن ثورة بارتوميو حتى الآن ليست إلا حبرا على ورق، وكل ما فعله النادي هو مجرد التخلص من رواتب بعض النجوم في الوقت الذي لم يقوَ فيه بارتوميو على مواجهة بيكيه أو بوسكيتس مثلاً رغم مستواهما الكارثي في الموسم الماضي، والسبب واضح ومرتبط لكونهما من أبناء النادي فهل هذه التصرفات ستساعد برشلونة للعودة إلى السكة الصحيحة؟
مازال البارسا يملك لاعبين رائعين مثل ميسي وغريزمان وفاتي وديمبيلي وبيانيتش ودي يونغ وتيرشتيغن ولونغليه مع ذكر الوافد الجديد البرتغالي ترينكاو الذي يتوقع له الكثيرون أن يحظى بمستقبل كبير، لكن وسط كل هذه الأجواء سيكون من الصعب جداً أن نرى برشلونة بصورة جيدة في الموسم الجديد، إلا إن أراد ميسي أن يقدم هدية “نهاية الخدمة” للجماهير قبل البدء برحلة جديدة مع فريق آخر.
اترك تعليقاً