مرحباً يا فقاعات الصابون الجميلة، سأنفخكم الواحدة تلو الأخرى وستتطايرون حولي وتملؤون عالمي الصغير
مرحباً.
-مرحباً رفيقتي! لمَ أنتِ حزينةٌ؟
-حزينة لأنَّ حياتنا – نحن الفقاعات – حزينة، نُزحَمُ في قارورةٍ صغيرةٍ كي يُخرِجَنا طفلٌ صغيرٌ، فننتفخ ونلبس أبهى حللنا،وبلحظةٍ نتلاشى وتنتهي حياتنا.
-أنا فرحة لأنني سأخرج الآن إلى الهواء الطلق، وسأطير حرَّةً، وأتلوَّن بألوان قوس قزح، وسيكون لحياتي معنىً وهدفٌ عندما سيبتسم الطفل الصغير. كوني سعيدةً أنتِ أيضاً، فحياةٌ قصيرةٌ ذات معنى أفضل من حياةٍ مديدةٍ بلا مغزى.
رجَّ الطفل القارورة جيِّداً ثمَّ فتحها ونفخ ليُخْرِجَ الفقاعات. فتتالت الفقاعات بعضها انتفخ وتلوَّن ودار حول الطفل وطار بحرِّيَّةٍ ووقف قليلاً عند يده أو وجنتيه قبل أن يتلاشى، وكان الطفل يبتسم فتزداد الفقاعات جمالاً، وكلّما حاول الطفل مسكها تختفي ككل الأشياء الجميلة الحرَّة إذا حاولتَ القبض عليها فإنَّك تخنقها.
وكانت بعض الفقاعات تخرج خائفةً مرتجفةً فتتلاشى بسرعة قبل أن تذوق متعة الطيران والانطلاق، ومازال هناك فقاعات ترقص داخل القارورة وتنتظر طفلاً يُطلقها.
حنان وهبة
اترك تعليقاً