تواصِل الأندية السورية استعدادها للموسم الكروي الجديد وسط ظروف متفاوتة، ففي الوقت الذي أنجز فيه تشرين الكثير من الصفقات الكبيرة، مازالت أندية كثيرة تتخبّط بحثاً عن بناء تشكيلة تناسب طموحات الجماهير، وما بين هاتين الحالتين يحتلّ ناديا الكرامة والوثبة موضع الوسط فلم نشاهد حتّى الآن صفقات “سوبر” لكن شاهدنا بعض العمل الذي أسفر عن بعض التغييرات الجديدة.
اختار كلا الناديين العمل مع كادر تدريبيّ جديد، فتعاقد الكرامة مع أحمد عزام الذي حقق نجاحاً كبيراً مع المجد بقيادته للتأهل لنهائي الكأس بعد تجاوزه الوثبة والكرامة ومصفاة بانياس والساحل، ومع تقديم المدرّب الجديد لوسائل الإعلام تمّ الكشف عن العديد من الصفقات الجديدة بالتعاقد مع ربيع سرور، وريفا عبد الرحمن، ومحمود اليونس، وعلي رمضان، وعلي غصن، ومصطفى الشيخ يوسف. في حين خسر النادي خدمات ياسر شاهين الذي اختار الرحيل لتشرين، إضافة لزيد غرير المنتقل حديثاً للجيش، في حين مازال مصير بعض نجوم الفريق في الموسم الماضي -مثل نصوح نكدلي- غير واضح.
بنظرة سريعة على صفقات الكرامة نلاحظ بسهولة التركيز على إيجاد طرق جديدة لصناعة اللعب، في ظلّ تراجع أرقام الفريق تهديفياً بالمواسم الأخيرة، حيث نافس سرور حتّى الجولات الأخيرة على لقب أفضل صانع أهداف في الدوري، وقدّم نجاحاً كبيراً مع الفتوّة ترجمه بشكل خاصّ بالكرات الثابتة، كما أظهر ريفا عبد الرحمن مستوى مميزا مع جبلة بالتمريرات الطويلة، مما جذب إشادات الكثيرين لمستواه وهو ما دفع الكرامة لإعادته للنادي برفقة محمود اليونس الذي يتّفق الجميع على أنه من أفضل لاعبي الارتكاز الذين مرّوا على النادي في السنوات الأخيرة.
تبقى الأسئلة ترتبط حول خطط النادي لتعويض رحيل شاهين وإذا ما كان الكرامة يفكّر بالاعتماد على عبد الله جنيات وشاهر كاخي كثنائي دفاعي، أو استخدام اليونس بالخلف، أو يتطلّع لإيجاد لاعبين آخرين، وهو ما يبدو متوقّعاً في ظلّ حاجة الفريق لعدد أكبر من اللاعبين لتحمل ضغط مباريات الدوري خاصّة مع ابتعاد جهاد بسمار لفترة طويلة عن الملاعب بسبب إصابته بتمزّق في الرباط الصليبي.
كما كثرت الأسئلة عن موضوع صفقة مصطفى الشيخ يوسف الذي كشف عبر حسابه على “فيسبوك” عن مغادرته الكرامة وعودته إلى ناديه الأم جبلة بعد أيام فقط من إعلان التعاقد معه إضافة لظهور أنباء عن إمكانية عودة مدرّب الحرّاس عرفات الشاهر لنادي الطليعة رغم إعلان اسمه ضمن الكادر الفنيّ للكرامة في الموسم الجديد.
موضوع تعاقد الكرامة مع مهاجمين جدد يبدو أمراً اعتاده الجمهور في السنوات الأخيرة، ففي الموسم الماضي تعاقد الفريق مع معتزّ صالحاني وأحمد الأسعد قبل ضمّ ياسر إبراهيم في فترة الانتقالات الشتويّة، لكن لم يستمرّ أيّ من هؤلاء مع الفريق وكانت دقائق مشاركتهم معدودة لكن في ظلّ ثقة عزّام بعلي رمضان وإشرافه على تدريبه سابقاً بالفتوّة، من المرجّح أن يحصل اللاعب على فرص أكبر مع النسور، عدا عن إمكانية الاستفادة من خبرة علي غصن.
على الطرف الآخر يستعدّ الوثبة لبدء رحلة جديدة مع المدرّب أنس مخلوف في ظلّ وجود تأكيدات حول التعاقد مع مدرّب منتخب سوريا سابقاً رغم عدم الإعلان عن الاتّفاق بشكل رسميّ حتّى الآن، وبحسب المعلومات المتاحة نجح الوثبة بتجديد عقود الكثير من لاعبيه في مقدمتهم وائل الرفاعي، وسعد أحمد، وسعيد برو، وإبراهيم العبدالله، ورامي عامر، إضافة لعودة الحارس فادي مرعي وضمّ يزن عرابي لتعويض الرحيل المرتقب لوليم غنام، وحسين رحال، إضافة لاستعادة المدافع حسن خضور الذي لعب الموسم الماضي في صفوف الساحل.
أبرز الراحلين عن الوثبة هو هدّاف الفريق ماهر دعبول الذي تواجد مؤخّراً في معسكر المنتخب الأول، ومازال الجمهور ينتظر معرفة مصير خطاب مشلب بعد كشف الأخير عن وجود مفاوضات بينه وبين النادي للاستمرار، بعد ظهور أخبار عن إمكانية انتقاله لنادي الجيش، وهو ما قد يدفع النادي للتفكير بآلية تعويض كلا النجمين خاصّة مع ارتفاع مستوى المنافسة في سوق الانتقالات، وقيام العديد من الأندية بدفع مبالغ كبيرة لضمّ نجوم الصفّ الأول.
يرى الكثيرون أن سوق انتقالات الوثبة لم ينتهِ بعد ويبدو هذا الأمر منطقياً حيث يحتاج الفريق للبحث عن صانع لعب ومهاجم جديد، حيث شهد الموسم الماضي تغييرا مستمرّا بأسماء المهاجمين ولو أنّ الشابّ عبد الرزاق بستانيّ قد يمثّل خياراً جيداً للمدرّب بحال تطلّعه للاعتماد على جيل الشباب.
على غرار الموسم الماضي تبدو المنافسة في سوق الانتقالات صعبة للغاية، خاصّة بعد تمكّن ناديي تشرين والوحدة من استقطاب العديد من النجوم، في الوقت الذي نسمع فيه عن مبالغ خيالية تُدفع كمقدمات عقود لموسم واحد فقط.
وبهذا الشكل قد تتّضح مبكّراً خريطة المنافسة للموسم المقبل، بانتظار ما إذا كنا سنشاهد صفقات مفاجئة في الفترة القادمة من الميركاتو السوريّ.
اترك تعليقاً