بقلم: رابطة أصدقاء المغتربين في حمص
مدخل: * “… من كان غذاؤه وشرابهُ دمَ الإنسانية وقطرات عرقها وأمانيها.. وَثباتها وطموحَها.. يومياتها وذكرياتها.. لا يهترئ لعمره ثوبٌ، أو يتمزّق في دفاتره ورقة شوق، لأنّه يكون – ساعتئذٍ – الحياة..!!.
الصحيفة حياة..! الصحيفة ذاكرة الأزمان، نبض عواطف وعقول.. سجلُ وطنٍ وقوميةٍ.. أصوات تتالت وتعالت من فوق منابر الحق والخير والجمال…”. (العدد الماسي لجريدة حمص، ص170 عام 1985 – نهاد شبوع)
* ” جريدة حمص ورابطة أصدقاء المغتربين واحد في اثنين..” .(العدد الماسي لجريدة حمص، ص16)
سيدنا الراعي الأمين المطران جاورجيوس أبو زخم صاحب امتياز ” جريدة حمص” ورئيس تحريرها الجزيل الاحترام:
تحية البنوّة والتقدير:
على عصاكم الأبويّة المباركة نتكئ فندخلها “بسلام آمنين”.
لبّيكم أيها الراعي الصالح الأمين.. هي ذي إطلالة رابطتكم ” رابطة أصدقاء المغتربين في حمص” على ساحة التجديد، تستأنف دورها الوطني المعهود المشارك على صفحات جريدة حمص.. بعد إفساحكم لها المكان – من جديد – في اجتماعكم الأبويّ الذاكر معها – قبل صدور العدد الممتاز – ثم في تطلّعكم الصادق إلى تعاونكم معها في “بيان التحرير” الذي أنتم – أبداً – على رأسه. (جريدة حمص– العدد الممتاز- الصفحة الثانية، العمود الثالث 15/11/2001).
تعود رابطتكم جندية – غيرَ مجهولةٍ – لخدمة خصوصيّة من أهم خصوصيات “جريدة حمص” خصوصية الاغتراب التي لا تزال على قلبكم عزيزة مميّزة، تماماً.. كما كانت على قلوب أسلافكم من الرعاة الطيّبين.. عزيزة مميزة.. أي منذ أن حفّزَت مرارة الغربة الشيخ الجليل بشارة عيسى محرداوي – عن كل المفارقين – أن يتحسّس له ولهم صوتاً، وأن يتلمّس حضوراً حنوناً يتبادلهما مع وطنه المفارق درباً.. تلاقياً.. وحواراً، ومنذ أن كان لمطرانية الروم الأرثوذكس شرفُ التلبية وسقيا الأمنية باحتضان الهديّة المطبعة وتفعيلها بأصابع الإنسان الطيّب طيراً زاجلاً.. جريدةً أهلية كانت ولا تزال جناحَهم إلينا وجناحَنا إليهم.. خزانةَ إحساسهم وإحساسنا.. أفكارَهم وأفكارَنا.. أشواقَهم وأشواقَنا..
طوبى لكم اليوم – أيها السيّد – في محطة تاريخ من محطّاتها، هي نقطة انطلاق بها نحو الأفضل والأفصح، لا قالباً وتقويمَ حروفٍ فحسب، بل قلباً ومضموناً وتدعيمَ رسالة.
ونحن – ” رابطة أصدقاء المغتربين” – المرخّصة المنذورة – باسم الوطن – للرسالة عينها: رسالة جسور الولاء والمحبّة والانتظار.. الممتدّة شرايينَ وصلٍ بين لاهفٍ هناك.. ولاهفٍ هنا – كما “جريدة حمص” تماماً – نُكبِر فيكم عزمَ التطوير لا التغيير في “مخزونها الروحي” هذا، يساهم في مدّه بالدماء – اليوم- جود المقيم، ردّ دين مؤجلاً لجود المغترب في عهدٍ مزدهرٍ بات فيه المقيمُ قادراً على ردّ الجود بالمثل.
نحييكم آملين لجريدتكم جريدتنا متابعة دروب الهدى والشمس.. ودعوةَ الخراف –غير الضالة- إلى الحظيرة الجَديّة الأبوية المخضوضرة بأسلوبكم الحكيم الذي يسقط كل العراقيل، ويزيل كل غمامات التضليل والتجهيل، ويصهر كل طموحات المخلصين في ميثاق عمل موحّد من أجل الجميع ميثاق الحب والوعي والربط والمسؤولية والإيمان.
الرب معكم في كل الخطى، واسلموا قناديلنا المشعّة.
رابطة أصدقاء المغتربين في حمص
عنها – نهاد شبوع-
حمص – السبت 24/11/2001
اترك تعليقاً