الكشفية طاعة وانضباط وأخلاق
بدأت الحركة الكشفية في العشرينات من القرن الماضي، ونمت وترعرعت في المدارس خاصة. تشكّل في الكلية الأرثوذكسية منذ ذلك التاريخ فوج كشفي يضم طلاب المدرسة الأرثوذكسية واستمر الأمر كذلك عدة سنوات وتوقف بعد ذلك نشاط الكشفية حتى سنة 1943 حين تشكل فوج الغسانية التابع للكلية الأرثوذكسية وكان يتولى قيادته السيد منير خوري. كان الفوج يضم عدداً كبيراً من الطلاب كباراً وصغاراً. كما تشكّلت فرقة موسيقية كانت تتقدم الفوج الكشفي أثناء العروض التي كانت تقام بمناسبة الأعياد القومية. كان الفوج يقوم برحلات قصيرة نحو الريف المجاور ليوم واحد ورحلات تستمر عدة أيام إلى ربوع سورية ولبنان لزيارة الآثار والمشاهد الجغرافية الرائعة مثل قلعة الحصن ومغارة قاديشا وأرز لبنان. وكانت الغاية من هذه الرحلات تدريب الأفراد على الصبر والانضباط وتحمل المشقات حيث كانوا مضطرين إلى حمل أمتعتهم وخيامهم والتنقل بها من منطقة إلى أخرى سيراً على الأقدام.
وبمناسبة شفاء رئيس الجمهورية السورية السيد شكري القوتلي (في ذلك الحين) من مرضه، ارتأت وزارة التربية السورية أن تحتفل بهذه المناسبة بإقامة عرض كشفي كبير في دمشق بتاريخ 23 حزيران 1944.
لبّت مفوضية حمص (وكان يرأسها السيد منيب رسلان) الدعوة وتوجهت أمام السيد رئيس الجمهورية. ولفتت الأنظار الأفواج الكشفية الحمصية بنظامها الرائع. وقد نال فوج الغسانية المرتبة الثانية بين سائر الأفواج السورية في هذا المهرجان الوطني الكبير مما استحق علية وسام الزنبقة الذهبية. بعد أن عاد الفوج إلى حمص أقيمت مساء 27 تموز سنة 1944 حفلة في النادي الأرثوذكسي حضره أهالي الكشافة ومحافظ حمص الأستاذ فؤاد الحلبي، والمفوض الكشفي السيد منيب رسلان. وخلال الحفلة علَّق السيد المحافظ (الزنبقة الذهبية) على علم الفوج وهنَّأ الفوج وقائده ومفوض الكشفية في حمص على ما أحرزوه في دمشق من نظام وانضباط ودقة أثناء العرض الكبير.
استمر الفوج في نشاطه ما يقارب عقدين من الزمن ثم تشكل بعد ذلك الفوج الكشفي الثامن الذي تابع الخطوات الثابتة في الانضباط والنظام والتضحية. وسنوافيكم في عدد قادم بلمحة عن تاريخ الفوج الثامن ونشاطاته.
اترك تعليقاً