ما عاد مجهولاً بالنسبة لنا أنّ فيروس كورونا المستجد مسؤول عن أحد أخطر الأمراض التنفسية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، إذ تظهر أكبر تداعياته على الرئتين، ويمكن أن تتطوّر إلى التهاب رئوي حادّ أو فشل رئوي وقد تنتهي بالوفاة.
لكن كلّ جديد نكشفه عن فيروس كورونا يضع أمامنا مزيداً من علامات الاستفهام حول ما يخفيه.
فهل يطال “كورونا” قلبك؟!!
رصدت دراسة حديثة أنّ خطر هذا المرض لا يقف عند حدود الرئة، بل يمكن أن يشمل القلب، حتى لأولئك الذين لا يعانون من مشاكل قلبية أو وعائية سابقة.
وقد أظهرت هذه الدراسة أن (35.3٪) من العينة يعانون من الأمراض القلبية الوعائية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدمّ وأمراض القلب التاجية واعتلال عضلة القلب، في حين تعرّض (27.8٪) لإصابة في عضلة القلب نتيجة الإصابة بالفيروس!!
ووفقاً لمعلومات الدراسة فإن تأثير فيروس “كوفيد 19” على القلب قد يكون:
○ مباشراً: خاصّة على عضلة القلب، إذ يُحدث آثاراً تدميرية لخلايا القلب في صورة التهاب لعضلة القلب، مشابه لما يحدث عند الإصابة بقصور الشرايين التاجية أو احتشاء القلب، وبالتالي فإنه يُضعِف العضلة القلبية، وتمّ تأكيد هذا التأثير بعد زيادة مستويات بروتين “تروبونين I” لدى من أُجريت عليهم الدراسة من مصابي “كوفيد 19″، وهو بروتين يوجد عادة بتركيزات منخفضة في الدم، لكن مستوياته ترتفع بعد التعرّض لنوبات قلبية، كما أنه يعطي مؤشِّراً على تعرّض القلب للضرر.
○ غير مباشر: يكون ناجماً عن تأثيره الأساسي على الرئتين والجهاز التنفسيّ، فيسبّب ذلك عبئاً على القلب ويُحدث إجهاداً له، تنجم عنه زيادة في ضربات القلب نتيجة صعوبة التنفس وارتفاع درجة الحرارة.
مع العلم أن الالتهاب الرئوي التقليدي لا ينتقل إلى القلب عادة، لكن الالتهاب الناجم عن الفيروسات التاجية القاتلة مثل “كوفيد 19” وفيروسات الإنفلونزا الشرسة يمكن أن يسبب ما يسمى بالالتهاب الفيروسي لعضلة القلب، ويؤثّر على عضلة القلب، وخاصّةً ما يُعرف بكهربائية القلب، حيث يقلّل قدرة القلب على ضخّ الدم، ويتسبّب في حدوث اضطراب في نُظُم القلب، كما يمكن أن يسهم بتشكّل الخثرات التي تؤدي إلى حدوث سكتة دماغية أو نوبة قلبية أو صمّة رئوية.
ورغم تأكيد العلاقة الوثيقة بين “كوفيد 19” وأمراض القلب، لم يتمّ التوصُّل بعد إلى معرفة السبب، لكن هناك بعض الفرضيات بأن تكون هذه الاضطرابات ناجمة عن:
○ مشاكل مسبقة في القلب.
○ الالتهاب ونقص الأوكسجين الكافي لعملية ضخّ الدم في الجسم.
○ ربّما أن فيروس كورونا يغزو القلب مباشرة.
○ أو أن الجسم في معركة التصدّي للفيروس حرّك الخلايا المناعية فهاجمت القلب.
وبانتظار مزيد من الدراسات المعمّقة للجزم بسببية “كوفيد 19” في إلحاق أضرار جسيمة بالقلب، ما علينا سوى اتّباع إجراءات الوقاية الموصى بها عالمياً ومحلياً لنتجاوز معاً هذه الأوقات الحرجة.
اترك تعليقاً