يفصلنا البحر…
ويجمعنا رحم السًاقية
ونبيذ الدًالية
يبدّدنا الموج…
ويلمُّنا القمر
أيُّها الحلم !
تمهًل…
انتظرني قليلاً…
لمْ أوضّب بعد حقيبتي
لمْ أودّع شجرة الليمون
انتظرني قليلاً…
لألملم أوراق ذاكرتي
و لأطفئ النّار تحت قهوتي
أيُّها العمر!
انتظر…
لمْ أكتب بعد ما أريد
لمْ أشرح بعد عاطفتي
لمْ أستمع جيدا
لرفيف أجنحتي…
تناديني زيزفونة مررت بها يوما
هناك في إحدى طرقات دمشق:
أزهَرْنا معا يا صديقتي
أزهرْنا…
و على طريق سماوي
مررنا بإله من دخان
كان يغنّي لفيروز
ويرصف بالياسمين طريقا للنّحل والحمام
كنّا معا هناكْ
وكان اللّيل من مرمر
والصّبح لنا قصيد
وهناكَ احترقْنا
أيّها العمر! انتظرْ…
لمْ أكمل بعد ما أريد
وكلّما بدأت قصيدةً
أقول:
سأذرو الآن قلبي هنا
أريدُ أن أنتهي هنا
كما أريد…
قمراً ينير في حلم ولا ينطفئ
ذاكرةً في قصيدة،
أو حنطةً على تلّ للحمام…
ستعبرين بوابة الأمل
يقول لي الطّبيب…
فافتحي ذراعيك لقمر مكتمل
طوقي أعوامك الأربعين
بهدوء، وبخبرة الأنثى
واحذري سراب الكناية
سلّمي أوراقك برفق لسّجان الحنين
واعبري…
بوابة الأمل
نسرين الأخرس
اترك تعليقاً