سبق وكتبت في جريدة الفداء عن بعض أعلام مدينة حماة، كانوا من طلاب الكلية الأورثوذكسية في حمص، أذكر منهم الأديب الدكتور أديب نصّور (أستاذ جامعي ونائب ووزير)، المهندس حلمي البارودي (أول رئيس لغرفة الزراعة في حماة)، الدكتور سامي الجندي (طبيب أسنان ووزير ورئيس وزارة وسفير) وهو من سلمية، عبد الله البرازي(نائب)، المير عبد الله المير تامر(نائب) وهو من سلمية، فريد مرهج (نائب) المحامي عبد الهادي عباس (نائب) وهو من مصياف وعضو غرفة التحكيم الدولية في باريس، الدكتور خالد الخطيب (أديب وشاعر ووزير للصحة في السعودية) الدكتور ابراهيم فاضل من السلمية (أستاذ جامعي) اسماعيل سليمان المير تامر (أديب ومؤلف العديد من الكتب) الطبيب توفيق سلوم مدير صحّة حماة الأسبق ، وكثيرين غيرهم.
وفي هذا المجال لابد أن أتطرق إلى قصّة صغيرة، هي أن سامي الجندي وبعد عدم تمكنه من تشكيل وزارة عام1963، تم تعيينه سفيراً في فرنسا، ومن المعروف أن السفير يقدم أوراق اعتماده إلى رئيس جمهورية البلد الذي تم تعيينه فيه وأثناء تقديم أوراق الاعتماد يقوم السفير بإلقاء كلمة وغالباً ماتكون بلغة بلد السفير، حيث يتواجد مترجم للترجمة، حينها كان شارل ديغول رئيساً لجمهورية فرنسا، ووقف سامي الجندي ليلقي كلمته أمام شارل ديغول في معرض تقديم أوراق اعتماده، وبدلاً من أن يلقيها باللغة العربية، ألقاها باللغة الفرنسية.
بدت علائم السرور على وجه الجنرال ديغول من اتجاهين، الاتجاه الأول ويتمثل بإلقاء السفير سامي الجندي كلمته باللغة الفرنسية، والاتجاه الثاني يتمثل في متانة اللغة وسيولة الكتابة والتعبير وسلامة النطق
وهأنذا أنقل إلبكم بعضاً من كلمة الدكتور سامي الجندي أمام الجنرال ديغول.
في البدء سأقول بعض كلمات المقدمة باللغة الفرنسية، ثم أقول بعض ماورد فيها باللغة العربية.
“Mon général
j’ai l’honneur pour être proche de vous à la
deuxiéme fois de ma vie..”
“سيدي الجنرال
لي الشرف ان أكون قريباً منكم للمرة الثانية في حياتي، حيث أن المرة الاولى كانت عندما قمتم بزيارة إلى حماة عام 1941، وكنت من بين الشباب الذين شاهدوك عن قرب وأنت تتجول في بعض شوارع حماة، وهذه هي المرة الثانية التي أقف فيها أمام سيادتكم سفيراً لبلادي في بلدكم”.
لشدة سرور الجنرال ديغول بكلمة الدكتور سامي الجندي، فقد بادر الجنرال ديغول سامي الجندي قائلاً له: “أين تعلمت اللغة الفرنسية؟”، فأجابه الدكتور سامي الجندي : “في الكلية الأورثوذكسية في حمص، عندئذ قال له ديغول: “لقد علموك جيداً”.
علماً أن هذه القصة موجودة في كتاب البعث لسامي الجندي.
اترك تعليقاً