| حاشا لقلبي أن يُحبَّ سواها | حاشاهُ يخفقُ عاشقاً إلاّها |
| منذ الطفولة طيفُها يحيا معي | حلمٌ يُمنِّي مهجتي لقياها |
| والنرجسُ الصخريُّ يشهدُ أنني | ما كنت يوماً حالماً بسواها |
| تحت الوسادة كنت أخفي نرجساً | أشتمُّ منه عطرها وشذاها |
| كم كنت أسهدُ والخيالُ يشدُّني | فأسيحُ منخطفاً إلى دنياها |
| فتلوحُ لي فتنُ الإناثِ بهيَّةً | لكنَّ قلبي عالقٌ ببهاها |
| في الحلْمِ تبدو في يمينِها نرجساً | لغزُ الدهورِ يبينُ في يمناها |
| فسريتُ في دربِ الحياةِ مفتِّشاً | والقلبُ ينزفُ هائماً بهواها |
| ولَّى الشبابُ وصيفُ عمري قد مضى | والعينُ ترقبُ ترتجي مرآها |
| وأتى الخريفُ مكفَّناً بهمومِه | والروح ترثي حلْمها ورجاها |
| وإذا بنورٍ قد أشعَّ مبشِّراً | بشروقِ شمسٍ من علوِّ سماها |
| كإلهةٍ هبطتْ عليَّ فأنعشتْ | قلبي بعذبِ حنوِّها ونداها |
| وشممتُ منها عطرَ نرجسةِ الضحى | فعرفتها بأريجِها وسناها |
| فولجتُ في محرابِها متعبِّداً | وخشعتُ أنشدُ حبَّها ورضاها |
| روحي فداها أن يدومَ هناؤها | وجمالُ طلَّتِها وسحرُ بهاها |
شاعر النرجس
حكمت نايف خولي


اترك تعليقاً