حين تكون وحيداً
تصارع “كورونا” اللعينة
تتمنى الشفقة أو أي نوع من الاهتمام مهما كان مبتذلاً
حين تفقد اثنين من حواسك (الشم والتذوّق) وتصبح الحياة حرفياً “بلا طعمة”
ويترافق ذلك مع صداع غير منطقي
فتفقد قدرتك على استيعاب الألم من شدته
آلام في الرأس وآلام في العضلات وآلام في المفاصل
لا يمكنك تخيُّل أنها قد تزول… أنها قد تكون آلام مؤقّتة لن تمزّق جسدك عند كلّ مِفصل
تتمنى من تشكو له ألمك…
أنت الذي عاهدت نفسك بعدم البوح أو التذمر أمام والديك أو أختك الصغيرة التي تخشى ظلها بطبيعة الحال، فكيف في مواجهة واقع أن في بيتنا “كورونا”…
أنت منهك وتزداد ضعفاً مع تمثيلك للقوة واللامبالاة
حتى جدتك التي كانت ملجأً في حالات المرض إذ كانت تتلو على رأسك صلواتها “النشورة” فتشفى وكأنك لم تذق المرض يوماً، اليوم بنى الخوف -خوفك من نفسك عليها- جداراً عالياً بينك وبين حضنها
فالخوف يتزايد والرعب يتصاعد
ولستَ في موقع لأن تساهم في تفاقم هذه الزيادة….فتصمت…
وتحلم بيد تمسك يدك…
حضن يخفف وطأة رجفات القشعريرة التي لا تنتهي…
قبلة ولو كانت بقصد تفقد درجة الحرارة..
أوليسَ هذا هو أهم تفصيل حرمتنا إياه “كورونا” اللعينة…
وتعود لذهنك جملاً كنت قد سمعتها بكثرةٍ “أيام زمان كان فيها بركة” “مواسم زمان كان فيها بركة”
الآن ومع كورونا أقول “أمراض زمان كان فيها بركة”
“كورونا” تقتل فيك الكثير إن لم تقتلك…
تُظهِر جوانب كانت مخفية من شخصيتك…
تفاجئك بنفسك…
تشعرك بالخوف والقلق والتنبه الدائم…
وهي تماماً ما كان ينقصنا ليصبح خوف الإنسان من أخيه الإنسان مبرَّراً، مشروعاً بل ومطلوباً
ومن لا يلتزم بهذا الخوف هو المخطئ وقد يكون الخاسر الأكبر…
فلن نشفى أبداً من كورونا.
اترك تعليقاً