أدب وفكر

نيسان المجد

1. لولاكِ يَا شامُ عِزُّ الشَّرقِ ما كانا   وعِزَّةُ الشَّامِ لا تحتاجُ بُرهانا
2. خاضتْ فرنسا مع التَّاريخِ معركةً   لمْ تدرِ أَنَّ لهُ عَيناً وآذانا
3. يرى ويسمعُ لا تخفاهُ خافيةٌ   فيلبُسُ الغارَ أحراراً وشجعانا
4. ويتركُ العارَ للباغينَ، يرسلُهمْ   إلى مزابلهِ دوداً وفئرانا
5. جاءت فرنسا بآلافٍ مؤلَّفةٍ   وكانَ غورُو بنفشِ الرّيشِ نشوانا
6. قد غارَ غورو وغارت عنجهيّتُهُ   قالتْ دمشقُ: لَقد أخطأتَ عنوانا
7. في ميسلونَ دمُ الأبطالِ قالَ له:   لن تدخلَ الشَّامَ إلَّا فوقَ أشلانا
8. لن تدخلَ الشَّامَ إلَّا مُجرماً قذراً   على يديكَ دماءٌ من ضحايانا
9. جنودُ يوسُفَ يا غورو وكم ضحَّوا   كيلا تُدنَّسُ أرضُ الشَّامِ مجَّانا
10. وفي دمشقَ أُعيدَ الدَّرسُ ثانيةً   هلّا تعلّمتَ بعضاً من مزايانا
11. كي لا تقرَّ عيونُ الطامعين بها   تحرِّكَ الشَّعبَ إضراباً وعصيانا
12. فكشَّرَ الوحشُ عن أنيابِهِ وبدا   في شهوةٍ لدماءِ الشَّعبِ ظمآنا
13. كانَ التوحُّشُ نهجاً في مجازرهِ   في القَصفِ حيناً وبالتنكيلِ أحيانا
14. فهبَّ شعبٌ أبيُّ النَّفسِ منتفضاً   وفجَّرَ الأرضَ زلزالاً وبركانا
15. ماجاءَ مستعمرٌ وارتاحَ في وطني   سوريَّتي لم تهادنْ قطُّ طغيانا
16. سنابلُ القمحِ في حورانَ ثائرةٌ   وكان بالجبلِ السُّلطانُ سُلطانا
17. فأطلقَ الصّرخةَ الكبرى مدوِّيَّةً   فزعزت لطغاةِ الأرضِ أركانا
18. تجاوبت معها أحجارُ “زاويةٍ”   ما للغزاةِ مكانٌ في زوايانا
19. هذا هنانو يلاقي لاذقيَّتَها   وقادَ صالحُ ضد البغي فرسانا
20. “نظير” حمصَ، و “خيرو” في أزقَّتها   صارت أَزقَّتها للحرب ميدانا
21. خابت فرنسا، ودبّاباتُها فشلت   ياحمصُ تيهي فكم أفشلتِ عدوانا
22. من ميسلونَ ل “وادي ورورَ” اشتعلت   وأشعلت بجنودِ البغي نيرانا
23. لم يهدأ الأُسْدُ عن إذكاء ثورتهم   حتّى أعادوا إلى الأحضانِ أوطانا
24. وزغردَ النَّصرُ في أرجاء موطنهم   سهلاً، هضاباً وودياناً وشطآنا
25. تألَّقَ المجدُ في نيسانهِ، ولَئِن   تجسَّدَ المجدُ .. كان المجدُ نيسانا

عن الكاتب

غسّان دلّول

غسّان شفيق دلّول
إجازۃ في الآداب - قسم الجغرافيا
يكتب الشِّعر العمودي الفصيح والشِّعر المحكي والزّجل
صدر له ديوانان ( الورد والحب والجمال ) و ( وضوحَ الشّمس )
وديوان ثالث قيد الطباعۃ ( نُسيماتٌ من الجنّۃ )

اترك تعليقاً