فلسطين اليوم تتألم وحدها، فقد طال درب آلام وأوجاع أهلنا في فلسطين، درب تهجير مستمر وطرد لشعب برمته من وطنه، واستبداله بشعب آخر .
درب هدمت فيها منازل، واستبدلت بمستوطنات على أراضي فلسطيننا العربية، درب مجازر وقتل وتنكيل وإبادة لشعب بأكمله بشكل منظم وممنهج، وكل ذلك على مرأى ومسمع العالم أجمع.
واليوم نحن عاجزون، ونرى أنه من المستحيل أن نفعل شيئاً يوقف هذا الظلم لا نستطيع سوى البكاء والنحيب، مثلما فعلوا حينما مشى المسيح على درب الآلام ودماؤه تسيل وآلام تعذيبه تفوق أعتى الآلام.
ولكن المستحيل أضحى حقيقة، ومن تعذب وتألم، قام من القبر وحول عجز من حوله إلى نصر، وحزنهم إلى فرح كبير.
صحيح أن درب آلام الشعب الفلسطيني طويل، ولكن ستأتي القيامة ولو بعد حين، وتنتصر معها فلسطين وينتهي حزنها وألمها.
ولأن فلسطين في قلوب الحمصيين جميعاً، وعيدا الفصح المجيد والفطر السعيد يحلان علينا، ونحن في حزن وكرب لما يجري في فلسطيننا، ولأننا على يقين بأنه سيأتي اليوم الذي يعود الفرح إلى قلوبنا جميعاً، يوم يستعيد الشعب الفلسطيني أرضه ووطنه السليب ولأن فلسطين كانت وستبقى حاضرة في قلوبنا تستحضرني أبيات للشاعر الحمصي الوطني حسني غراب، يُعرب فيها عن أمله بنصر قريب لفلسطين التي سترتدي ثوب العيد، ثوب الفرح بنصرها المرتقب:
أَأَقبَلَ العِيدُ حَتَّى يَفْرَحَ العَرَبُ؟
لا لا لَعَمْرُكَ إِنَّ العِيدَ مُرْتَقَبُ
العِيدُ يَوْمَ يَثُورُ الحَّقُّ ثَوْرَتَهُ
وَالعِيدُ يَوْمَ يَعُمُّ الوَيْلُ وَالحَرْبُ
وَتَلْبَثُ الرَّايَةُ الحَمْرَاءُ خَافِقَةً
حَتَّى يُرَدَّ إِلَى أَصْحَابِهِ السَّلَبُ
صَبْرَاً فِلَسْطِينُ لِليَوْمِ العَصِيْبِ فَلَنْ
يَكُونَ فِيهِ لِغَيْرِ الصَّابِرِ الغَلَبُ
مرهف شهله
اترك تعليقاً