قدمت الشاعرة خديجة الحسن يوم الاثنين 12 تموز 2021 محاضرة في رابطة الخريجين الجامعيين بعنوان: “قراءة في شعر الشاعر الدكتور حسان الجودي”.
أشارت الحسن في حديثها إلى أنه قد اجتمع لدى الأديب حسان الجودي النشاط الذهني والخيال اللذان خلقا شكلاً جديداً حطم السائد من الأشكال والمعاني، وشحن الصور والرموز الجديدة لديه بشحنة ميتافيزيقية مدهشة، فهو لا يستنسخ الواقع بل يعيد خلقه ليصل إلى الهدف الذي يريده من النص، فهو يعكس اللامرئي في المرئي ويبحث في الكائنات والأشياء والأماكن بإنسانية وبأسلوب فلسفي.
وقالت: يكتب الشاعر بإحساس تتجمع فيه الأبعاد التخيلية، والواقع الحسي، والأزمنة، والأمكنة ماضيها وحاضرها ومستقبلها، وما إن تبدأ بقراءته حتى تسير في جنات إبداعه مكتسبا صوراً ورموزاً دالة على عمق التجربة ونُبل القضايا التي يستفزها في كتاباته. فهو يُحمِّل الأمكنة والأزمنة والأشياء رؤى جديدة تتخذ أبعاداً تأويلية أقوى مما اعتدنا عليه في منطق اللغة، كما يجيد ربط الماضي بالحاضر بقوة تعبيرية خاصة به أقرب ما تكون إلى أحلام ضاربة جذورها باليقظة الواعية.
وتحدثت الأديبة خديجة الحسن عن المراحل الشعرية للدكتور المهندس الجودي، المرحلة الأولى من 1982 حتى 2011 وتنقسم إلى نمطين: النمط الأول قصيدة البيت الشعري، والنمط الثاني قصيدة التفعيلة.
والمرحلة الثانية من 2011 حتى الآن وهي مرحلة مختلفة عن سابقتها وفيها تحول الكاتب إلى كتابة السرد بأنواعه كافة: النصوص القصصية القصيرة والرواية والمسرحية والنثر.
وتقول الشاعرة خديجة الحسن: إن حسان الجودي نهج لنفسه نمطا خاصا في الكتابة مزج فيه العلمي بالفلسفي بالأدبي، واستطاع بذلك إجراء حوارات مع الماضي والحاضر. قصائده فعل ذهن متيقظ، وغالباً ما تحتوي كتاباته على إيحاءات تغني القصيدة وتمنحها أصالة وغنى.
الدكتور المهندس حسان الجودي من مواليد حمص 1961 حائز على عدة جوائز عربية ومحلية. كما اختير في أنطولوجيات عن الشعر السوري، أنجز عدد من طلاب الدراسات العليا في جامعة البعث دراسات في شعره.
كما صدر للدكتور حسان الجودي ثمانية إصدارات (صباح الجنة مساء الحب، حصاد الماء، صانعة الأحلام قصة للأطفال، قصائد لغيره، ذاكرة الغياب، ميثيولوجيا الأيام، كيف تصبح عالماً، حقيبة ممتلئة بالأحلام باللغة الهولندية.
وفي تصريح خاص لجريدة حمص بينت المحاضرة سبب تقديمها لهذه المحاضرة “أقدم محاضرتي هذه وفاء للشعر والشعراء، وحسان الجودي شاعر قدير يعيش في المغترب، ومن واجبنا نحوه أن نضيء على تجربته الشعرية القيمة، ومن واجبنا أيضاً أن نذكر الناس فيه. صحيح أن هذا وقت المنابر، والمنابر أحياناً تكون جدية وأحياناً وهمية، ولكن هو بعيد عن المنابر، وقريب جداً من العقل والشعر. حسان الجودي له أسلوب خاص متفرد في كتابة الشعر، يكتب جميع أنواع الأدب: قصة، سرد، رواية، للأطفال. حصل على جوائز عربية وعالمية، ديوانه الأخير كتب بلغة أجنبية وهي السويدية”.
بعد ذلك أثير نقاش لطيف من الحضور عن شعر الشاعر حسان الجودي. وقدم الأساتذة: السيدة الشاعرة أميمة إبراهيم، الشاعر م.راتب إدريس، الصحفي الأدبي عيسى إسماعيل مداخلات وتعريفاً عنه، مذكرين الحضور بإسهاماته وشعره وأنه كان من المشاركين في مهرجان الشعر السنوي لرابطة الخريجين منذ عام 1994 وحتى عام 2010.
اترك تعليقاً