استقبل صاحب القداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية في العالم، يوم الثلاثاء 13 تموز في دار المطرانية في كنيسة السيدة أم الزنار، سيادة المحافظ المهندس بسام ممدوح بارسيك وقائد الشرطة سيادة اللواء عبدو كرم، وعدداً من الفعاليات الرسمية والشعبية، وقد أطلع سيادة المطران مار تيموثاوس متى الخوري مطران حمص وحماة وطرطوس للسريان الأرثوذكس، الوفد على المشاريع المقامة في أبرشية حمص للسريان الأرثوذكس، وتناول الحديث المنازل المهدمة التي جرى ترميمها ومنها مايزال قيد التنفيذ برعاية صاحب القداسة، حيث تم ترميم مئات البيوت بالتعاون مع عدة منظمات ليتمكن الناس من العودة إلى منازلهم. كما تم تقديم المساعدة لحوالي مئة مستفيد مجاناً بالإضافة إلى تشغيل حوالي 15 شخصاً من مختلف الاختصاصات ضمن مركز النعمة لصناعة الأطراف.
بدأت الجولة بلقاء إحدى العائلات التي تم ترميم منزلها كما تم الاطلاع على المنازل التي ماتزال قيد الترميم، ومن ثم انتقل صاحب القداسة وسيادة المحافظ مع الوفد المرافق إلى مركز النعمة لصناعة الأطراف، واطلع على المركز وآلية العمل فيه من قبل القائمين على المركز .
ومن ثم توجه صاحب القداسة والوفد المرافق إلى النادي السرياني الأرثوذكسي وافتتحوا مركز النعمة لصناعة الأطراف التابع للمطرانية، كما اطلعوا على بعض المراكز ضمن البناء كمركز أم الزنار للإغاثة والتنمية ومركز ملح الأرض للتنمية والمشورة الروحية.
واختتم صاحب القداسة جولته بزيارة إلى الميتم السرياني المقام في منطقة زيدل للاطلاع على سير الأعمال فيه.
وفي تصريح لصاحب القداسة البطريرك أغناطيوس أفرام الثاني ذكر: “إننا اليوم وبحضور المهندس بسام بارسيك محافظ حمص نفتتح مركز النعمة، وهذا المركز سيخدم أبناء حمص وغير مناطق من الشباب والصبايا الذي تضرروا بالحرب، ممن هم بحاجة إلى أطراف صناعية، وهذا العمل الذي تقوم به أبرشيتنا في حمص هو من صلب رسالة الكنيسة، والكنيسة هي لخدمة الناس وبالتالي نعمل على تقديم المساعدة في المجالات كافة ونتشارك هذا العمل بالتعاون مع (UNDP) لخدمة أبناء حمص وبتسهيل من مديريات المحافظة وعلى رأسها سيادة المحافظ، وبالتالي هذا العمل يظهر العمل المشترك ما بين المؤسسات الكنسية والمدنية، ومؤسسات الدولة لخدمة الانسان، وهذا التعاون أمرٌ طبيعي لأن كل إنسان في هذا البلد هو مسؤول سواء أكان في الجيش أم الدولة أم الكنيسة أم الجامع أم في أية مؤسسة، وأي فرد من أفراد المجتمع يكون لديه حس المسؤولية لنتمكن من إعادة إعمار البلد، ونسعى ككنيسة دائماً إلى تأمين التمويل اللازم لهذه المشاريع بالتعاون مع مؤسسات الدولة”.
وعن هجرة المسيحيين إلى الخارج ذكر صاحب القداسة: “ليس المسيحيون فقط هم من يغادرون البلد، لكن أبناء الوطن جميعهم يغادرون، وهذه خسارة كبيرة لسورية، ولكن مايهمنا هو توجيه أبنائنا بأن هذا البلد عاش فيه المسيحيون والمسلمون مع بعضهم وهذا البلد هو لكل السوريين، ومسؤوليتنا أن يكون بقاؤنا في هذا البلد فعالاً ومثمراً ونعمل من أجل هذا البلد، وأن تتعاون مكونات المجتمع السوري كافة لإعادة إعمار البلد، فسوريا اليوم بحاجتنا وهي كأم لنا، فيجب على الجميع توحيد الجهود والتركيز على الأمور التي تجمعنا، وبالتالي نوجه دعوة لكل سوري غادر الوطن أن يعود وإذا لم يتمكن من العودة فليقدم المساعدة في إعادة الإعمار”.
بدوره تحدث محافظ حمص الأستاذ بسام بارسيك عن ملف إعادة الاعمار والخطط المستقبلية: “هناك محاور عديدة لإعادة الإعمار؛ المحور الأول تقوم به مجالس المدن التي تعرضت للخراب والدمار من موضوع إزالة الانقاض، وإزالة الأبنية المعرضة للسقوط وتقديم الخدمات والبنى التحتية التي تساعد المهجرين في العودة إلى منازلهم، ولكن في القسم الآخر هناك محور له علاقة بالأشخاص، فلدينا أناس تضرروا من الإرهاب والأزمة التي مرت بها سوريا، وقدموا قطعاً من أجسادهم دفاعاً عن الوطن، وما تقوم به الكنيسة السريانية الأرثوكسية بافتتاحها ورشة الأطراف الصناعية، ستساهم في عودة قسم كبير من هؤلاء الأشخاص ليكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعهم وحياتهم. ومن خلال شعار الأمل بالعمل الذي أطلقة السيد الرئيس الذي هو لكل الناس، لابد من تشجيع الناس ليعودوا إلى الحياة الطبيعية، من خلال الحراك الاقتصادي والزراعي والصناعي والقطاعات الأخرى كافة”.
في الختام “شكر سيادة المحافظ العمل الذي تقوم به الكنيسة والمنظمات الدولية في إنجاز هذا المشروع، كما أن الدولة تعمل في هذا المسار وهناك عدد كبير من الجرحى في مدينة حمص أصيبوا خلال فترة الأعمال الإرهابية لذلك نحن نقدر ونثمن كل إضافة تقدم في هذا الجانب”.
كانت جولة أبوية رعائية لأهالي مدينة حمص، أثمرت عن لقاءات ودية عديدة.
تصوير: كابي ابراهيم
اترك تعليقاً