في ربوع وادي النضارة وتحت رعاية رئيس مجلس الوزراء السيد المهندس “حسين عرنوس”، انطلقت فعاليات مهرجان القلعة والوادي للثقافة والفنون الذي تقيمه محافظة حمص بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة.
وأحيت أوركسترا مديرية ثقافة حمص مساء السبت حفل الافتتاح بعنوان “احتفالية النصر” بقيادة الأستاذ “حسّان لباد” وسط حضور رفيع المستوى وتفاعل جماهيري لافت ملأ ساحة القلعة.
والتقت أصالة المكان بعراقة الألحان، وحلّقت الموسيقا عالياً في سماء الوادي، وتراقصت النغمات المطرّزة بجمال الطبيعة لتحاكي شموخ القلعة، وترسم لوحة فنية مزهوّة في الأداء الموسيقي السّاحر والمتقن للعازفين ممزوجاً بأصوات الكورال والمغنيين المحترفين، لينجح قائد الأوركسترا “اللبّاد” عبر حركته وعصاه السحريّة في إخراج هذه اللوحة المحمّلة بالفنون الموسيقية الحالمة، ويأخذ الحضور على متن الأنغام إلى عوالم الموسيقا التراثية والعربية والمحلية.
بدأ الحفل بأغانٍ للوادي تبعها أغاني لجوليا بطرس بعنوان “أشرف إنسان”، “نحنا الثورة والغضب”، ثمّ “أغاني من بلدي” و”لونغا شهناز”، و”اسكتش القول” لفيروز ونصري شمس الدين أدّاها الثنائي إبراهيم بيطار وحلا طراد. وعلى وقع أنغام “الضوء الشّارد” أبدع العازفان جورج ضاوي على آلة الزورنا وعلي إسكندر على الربابة في أدائها، وأضفت أغنية “موطني” مزيداً من القدسية على اللحن وخشوعاً مميزاً أدّاها المغني “عماد رمال” مع الضاوي على آلة الدودوك، لتختتم بعدها الأوركسترا حفلها بأغنية وطنية بعنوان “شديت الهجن”.
وفي كلمة لوزير السياحة المهندس “محمد مارتيني” أشار إلى تزامن حدوث المهرجان مع احتفالات الشعب السوري بأداء القسم للسيد الرئيس بشار الأسد، وأنّ إقامة هذه الفعاليات الثقافية المتنوعة يعتبر تظاهرة سياحية ثقافية تعكس الوجه الحضاري للبلد.
بدوره أكد محافظ حمص المهندس “بسّام بارسيك” على أنّ فعاليات المهرجان أتت مزامنة مع احتفالات السوريين بفوز السيد الرئيس في الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى تضحيات الجيش العربي السوري في عودة الأمن والسلام لسورية، وبيّن سعي المحافظة لتوفير عوامل النجاح للمهرجان، لافتاً إلى جهود أهالي المنطقة في تقديم الدعم المادي واللوجسيتي لتغطية الفعاليات والأنشطة كافة.
وفي تصريح لقائد الأوركسترا أوضح “حسّان لباد” أنّ الفرقة ضمّت 120 شاباً وشابة منهم 40 عازفاً وعازفة، و80 منهم كورالاً مع عدد من المغنين، وتحدث عن مشاركة مديرية ثقافة حمص بعدة فعاليات ضمن المهرجان منها ورشات للنحت والرسم وملتقى للشعر ومعرض للكتاب وعدد من الحفلات الموسيقية بإشراف مديرية الثقافة، وتمنّى أن تليق هذه النشاطات بذائقة الجمهور.
وتحدث سيادة الميتروبوليت جاورجيوس (أبو زخم) ميتروبوليت حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس، عن أهمية فعاليات المهرجان في جمع أطياف المجتمع كافة على المحبة والتسامح، وهي بمثابة رسالة للغرب للتأكيد على عودة الأمن والسلام لسورية، وبأنّ السوريين باقون بهمة أبطال الجيش العربي السوري والقيادة الحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد.
مدير السياحة في حمص المهندس “أحمد عكاش” بيّن أنّ هذا المهرجان هو تظاهرة سنوية، وقد شملت هذا العام عدة فعاليات سياحية وثقافية وفنية ورياضية متنوعة ستقام على مدى ثلاثة أسابيع في المنطقة.
وتحدث نائب محافظ حمص المهندس “الياس خوري” عن التنظيم والجهد الذي بذلوه في التحضير لفعاليات المهرجان المنتشرة في جميع أرياف الوادي، وأنّ العمل الجديد لهذا العام هو الطيران الشراعي.
من جهته أشار مدير المهرجان “همام غالي” إلى أنّ احتفالية النّصر هي رسالة للعالم أجمع بأنّ السوريين شعب واحد وأنهم موجودون وباقون بهمة أبطال الجيش العربي السوري.
بدورها السيدة “هزار الدقس” عضو مجلس الشعب أوضحت أنّ قيام المهرجان في كلّ عام هو رسالة محبة وتسامح، ووجه حضاري لأبناء المنطقة، وأنّ الشعب السوري يحمل قيماً وأخلاقاً وأصالة ليكون الأفضل دائماً.
حضر الفعالية وزير السياحة المهندس “محمد رامي مارتيني”، ومحافظ حمص المهندس “بسّام بارسيك”، وأمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي “عمر حورية”، وقائد شرطة حمص اللواء “عبدو كرم”، ورؤساء الطوائف المسيحية في حمص والوادي، ومحافظ حماة ورئيس مجلس مدينة حمص ومدير السياحة، وسفراء دول وأعضاء من مجلس الشعب، وفعاليات سياسية وحزبية ودينية وثقافية واقتصادية واجتماعية، وجمهور كبير من مدينة حمص.
يذكر أنّ فعاليات مهرجان القلعة والوادي مستمرة ثمانية أيام حافلة بالنشاطات الثقافية والفنية والرياضية المتنوعة في قرى الوادي في حمص.
تصوير: كابي ابراهيم
اترك تعليقاً