برعاية المطران يوحنا عربش مطران حمص وحماة ويبرود وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك، وبالتعاون مع رعية كنيسة سيدة السلام، نظم ملتقى أورنينا للثقافة والفنون في حمص، أياماً بعنوان “نفحات من حمص”.
وقد تحدث الأستاذ ريمون كبرون رئيس الملتقى عن هذه الفعالية “هذا النشاط هو جزء من نشاط دائم يقوم به الملتقى، وهو منوع بين فنون وآداب ودراسات تاريخية وشعر وكل أشكال الثقافة والفن.
لقد رأينا أن حمص قدمت على مر التاريخ ومضات جميلة مثل يوليان الحمصي الحقوقي الذي أقيم له تمثال في الكونغرس الأميركي، وجامعة بوخارست، وفي الجامعة الإيطالية-نابولي.
وحمص قدمت أيضاً أباطرة مثل كراكلا وأمه جوليا دومنا، كما قدمت الطبيب القديس إليان الحمصي.
لقد قدمت كثيراً من الأعلام الذين للأسف أهملهم التاريخ، لذلك نحن نحاول أن نضيء من جديد على حمص المدينة الهادئة الوديعة الجميلة، لذلك اخترنا نفحات من حمص. نحن نحترم كل جزء من سوريا، لكن القلب هنا في حمص.
يشارك معنا في المعرض 31 فناناً سورياً، لم نقبل الهواة بل استقبلنا المحترفين، ولكل فنان لوحتان كحد أقصى، وموضوع يتمحور حول حمص وريفها فقط.
يجب أن نضيء على حمص التي عتمت خلال الحرب، وقاست كثيراً، كما يجب أن نخلق البسمة لدى الشعب البسيط الذي يستحق الفرح”.
اليوم الأول من “نفحات حمص” والموافقة ليوم الجمعة 30 تموز، بدأ مع ورشة فنية لتعليم الأطفال الرسم باستخدام تراب الوطن مع الفنانة المعلمة جوليا سعيد من طرطوس.
وقد حدثتنا الفنانة جوليا عن هذه المشاركة “أنا أرسم بالتراب منذ أن كنت صغيرة، لكن فكرة الرسم بالتراب بدأت خلال الحرب، فقد رأيت أن الأطفال يعانون من شراء مواد، فخطر ببالي أن نرسم بالتراب، وهذه المادة متوفرة وسهل التعامل معها، لا تؤذي البشرة، مرغوبة، لونها جذاب.
ومن خلال تعاملي مع الأطفال في مراكز متنوعة وجدت أن الطفل يتعلق بالتراب لأنه تراب الوطن الذي يجمع الجغرافية السورية بغض النظر عن الطوائف.
حاولت أن أنفذ تجربتي مع الأطفال لنرى مدى إقبال الطفل على هذا الموضوع، فهو جميل ومدهش، صحيح أن الطفل كان يستغرب في البداية لكن عندما يبدأ الرسم بالتراب يبدأ تفاعله الحقيقي، وهذا يوضح أن للتراب معنى روحي ومعنوي عهد الأطفال.
وسنحاول أن نعرض رسوم الأطفال في معرض الكبار لتشجيعهم على الرسم، فقد عبر الأطفال عما بداخلهم عن طريق الرسم. وقد لاحظت أن أطفال حمص يحبون الفرح والحياة والعفوية.
وبدعوة من الأستاذ ريمون شاركتُ أيضاً مع أورنينا بلوحة مرسومة بالتراب تحكي عن حارات حمص القديمة”.
وأحد الأطفال المشاركين تحدث عن مشاركته في ورشة تعليم الرسم “تعلمنا أن نرسم بالتراب، فهو فن جميل، وهذا النوع من الرسم جديد، فهذه المرة الأولى التي أرسم فيها بهذه الطريقة، وأحب أن أتابع ذلك في المستقبل”.
كان يوماً جميلاً قضاه الأطفال المشاركون في تعلم هواية جديدة.
اترك تعليقاً