بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء مريم إلى السماء، وبالتزامن مع اليوبيل المئوي الخامس عشر للملفان الشاعر القديس مار يعقوب السروجي(520-2021)، أقيمت في اليوم الثاني من الفعاليات محاضرة للأب توما كاسوحة كاهن رعية كويسة فيروزة بعنوان “العذراء مريم في فكر القديس مار يعقوب السروجي”.
وقد عرف الأب زهري خزعل عن الأب المحاضر توما كاسوحة، كما أشار إلى أن سيادة المطران مار تيموثاوس متى الخوري قد أكد على البعد الروحي لعيدالسيدة العذراء لهذا العام، إذ لم نقم مهرجانا بل برنامجا روحيا، بدأ مع أمسية تراتيل في اليوم الأول، ثم محاضرة في اليوم الثاني، وقداس إلهي وزياح بالزنار في اليومين الثالث والرابع.
بعد تعريف الأب زهري بالضيف الكريم، رفعت صلاة ابتهال وتضرع للعذراء مريم، ثم قدم الأب توما لمحة عن السيدة العذراء ولمحة عن القديس يعقوب السروجي، وقد شملت المحاضرة أربعة محاور:
المحور الأول: السيدة العذراء دائمة البتولية، قبل الولادة، وأثناء الولادة، وبعد الولادة.
المحور الثاني: السيدة العذراء والدة الإله. فالسيد المسيح بميلاده هو إله وإنسان، كما أن العذراء هي بتول وأم.
المحور الثالث: أسماء ورموز السيدة العذراء عند مار يعقوب السروجي مثل: سحابة الرحمة، السفينة، الحقل، الكرمة، الرسالة، المَشرق، الصباح، حواء الثانية، مركبة السماويين.
المحور الرابع: انتقال السيدة العذراء إلى السماء. حيث شرح أيقونة الرقاد.
وكل هذه المحاور هي من شعر مار يعقوب السروجي.
أما عن القديس (الملفان) يعقوب السروجي، فقد تحدث الأب توما عنه ووصفه: هو شاعر وقديس وأديب، ملهم من الروح القدس لأن عدد الأبيات التي كتبها تجعله -مع القديس أفرام- من العمالقة في الإيحاء.
ولد عام 451 في قرية كورتم على ضفاف الفرات، تكرس في الفضائل وتخرج في مدرسة الرها العظيمة حيث درس فيها العلوم اللاهوية والفلسفية والأدبية… وكان إلهام الروح القدس فوق الكل، فذاع صيته بالفضائل والعلم الكبير.
نظم الشعر منذ الطفولة، وعندما كان عمره 22 عاما كان عيد في كنيسة (بطنان سروج) شمال سوريا، وكان في الكنيسة خمسة أساقفة قد سمعوا عن القديس أنه ينظم القصيدة الواحدة بمئات الأبيات، فأحبوا أن يختبروه هل شعره إلهام؟ وكان في الكنيسة أيقونة عن مركبة حزقيال النبي، فطلبوا منه نظم شعر حول موضوع الأيقونة ، فما كان منه إلا أن ارتجل قصيدة اسمها “المركبة الإلهية التي رآها حزقيال” في سبعمئة بيت، فأقر الاساقفة بالموهبة الموجودة عنده، وبإلهام الروح القدس له.
وقد خدم كقسيس راهب في أبرشيات كثيرة، وكان ثابتا في إيمانه ومحبته وفضائله، حتى رسم أسقفا لكنيسة (بطنان سروج) عام 519 قبل سنة و11 شهرا من تاريخ رقاده (تشرين الثاني من عام 521م).
شفاعته وشفاعة والدة الإله مع الجميع.
ولتحملنا مريم العذراء بين يديها لتحمينا من شرور العالم.
اترك تعليقاً