“ الرؤية اعتياد وتعلم” قالها لي طبيب عيون، بذلت جهدا لأسمع التتمة فالجملة سافرت بي بعيداً.
تذكرت أول تجربة لي مع نظارة العيون، كدت أرفضها، لشدة ما اعتدت الرؤية وسلمت أنها نهائية وصحيحة، وكم كان المشهد الجديد أشد وضوحاً وسطوعاً.
أجل الرؤية اعتياد وموت لكل منابع النور والجمال.
نعتاد الأشياء والأماكن والناس من حولنا لدرجة أنها تقتل فينا كل أثر للدهشة.
يمضي نهارنا وكأننا معه روبوت بجهاز تحكم.فكيف لنا أن نتعلم تصحيح مسار رؤيتنا، نتمرس في تجديد نظرتنا لكل ما ألفنا أو حكمنا؟!
هو الإنسان فينا بروحه النابضة بالجمال، يستحيل أن يستمر بوجود حي مع التسليم بالرؤية.
التعلم هو الخيار الأنبل والأمثل للاستمرار، البحث في ثنايا الروح عن النائم والغافي الغائب، تركيز البصر على جمال يجول في القلب والرقص على إيقاعه، على موسيقى خفية ترنم دون توقف، تبعث الحياة في كل مشهد مهما كان قاسياً.
الإصغاء لكل همسة وسط ضجيج هادر، نشعر معها أننا مانزال على قيد الحياة.
استقبال كل مختلف ٍ بحضن واسع وهو يحررنا من رؤية صنمية ضيقة عقيمة، يمضي بنا نحو معان ٍ تشبهنا.
لا نجمل أو نضيف تأثيرات وهمية بل نلملم العبث من حولنا لنبدع منه لوحة من نبض قلوبنا وأرواحنا.
هو البحث الدائم عن الدهشة، ويقين وجود الجمال.
( الصور مشهد يرافقني كل صباح)
ريتا دغلاوي
اترك تعليقاً