استخدام الليزر في طب الأسنان

يعتبر اليوم استخدام الليزر في عالم طب الأسنان فتحاً جديداً من التطور، ولأن طب الأسنان فن مبني على أسس علمية فقد دأب البحث العلمي لمحاولة الوصول إلى تقنيات تحقق التوازن بين راحة المريض والعلاج الأمثل لفمه وأسنانه.

وحيث إن تطبيقات الليزر تؤمن لأطباء الأسنان إجراء مجموعة واسعة من المعالجات السنية والفموية بشكل أسرع وأكثر فعالية وراحة بالنسبة للمريض، فلقد أصبح بإمكان أطباء الأسنان في العالم استخدام الليزر ببراعة في معالجاتهم اليومية بدمج دقيق بين التكنولوجيا والعلم والخبرة لتقديم معالجات متميزة وبأدنى درجات الألم لمرضاهم.

ما هو الليزر؟

هو مصطلح مأخوذ من الحروف الأولى باللغة الإنجليزية اختصاراً لمجموعة كلمات تعني: تضخيم الضوء بوسطة الانبعاث المحفز.

وجهاز الليزر هو أداة تصدر حزماً ضيقة وشديدة من الطاقة الضوئية قد يكون مرئياً بأحد ألوان قوس القزح أو غير مرئي كالأشعة تحت الحمراء، ومن خلال إعدادات معينة لجهاز الليزر يتمكن الطبيب من إجراء طيف واسع جداً من علاجات الأسنان، وعندما يلامس ضوء الليزر الأنسجة فإنه يسبب تفاعلاً ونظراً لكون أنسجة فم الإنسان مختلفة التركيب من مكونات نسيجية متعددة، يمتص كل منها ضوء الليزر بدرجة مختلفة حسب لون هذا الضوء وإعدادات الجهاز وبالتالي يحصل الأثر المطلوب في المعالجة السنية، فنجد عندما نستخدم الليزر في الجراحة أنه يعمل كأداة حادة قاطعة، في حين عندما يستخدم في الحشوات فإنه يساعد على تقوية الرابط بين الحشوة والسن، أما في تبييض الأسنان فإنه يعمل كمصدر حراري لتفعيل وتسريع عملية التبييض.

أهم استطبابات الليزر في طب الأسنان:

1- النخور السنية

يستخدم الليزر لإزالة نخر الأسنان وتهيئة وتحضير الحفرة السنية لوضع الحشوات، حيث يستطيع أن يعقم منطقة التسوس (النخر) بالأكسدة بوسطة ثاني أكسيد الكربون دون الحاجة للتخدير كما كان يحدث أثناء استخدام الأجهزة الدوارة في حفر الأسنان وما تحمله من أذية صوتية وألمية، كما أظهرت الدراسات أن تحضير السن بالليزر يزيد من ارتباط الحشوة التجميلية بالسن وهو من أهم عوامل نجاح تلك الحشوات لمنع حصول تسرب للبكتيريا من خلال حواف الحشوة وبالتالي تبدل في لونها مع تنخر جديد، ولا يقتصر دور الليزر على الحشوات التجميلية الجديدة، بل إن الطبيب يستطيع -باستخدامه الليزر- إزالة الحشوات القديمة المشوّهة مع غياب صوت الحفر السني الشديد والتقليل من قلق وخوف المريض واستخدام كميات قليلة من المخدر أو الاستغناء عن التخدير تماماً.

2- أمراض اللثة

يمكن استخدام الليزر كأداة قاطعة لإزالة وتعديل الأنسجة اللثوية خاصة الضخامة اللثوية التي قد تصاحب أو تتبع المعالجة التقويمية أحياناً، حيث يزداد حجم اللثة مما يؤدي لمنظر غير تجميلي لابتسامة المريض ويستطيع طبيب الأسنان إزالة تلك الضخامات وتشكيل اللثة جمالياً من خلال ضوء الليزر بجلسة واحدة، خاصة أن الليزر يساهم في تخثير الأوعية الدموية مما يساعد على إنقاص النزف وتخفيض نسبة الالتهابات بعد العمل الجراحي، إضافة لاستخدام الليزر في تفتيح لون اللثة أو ما يسمى توريد اللثة وذلك حين تكتسب اللثة لوناً غامقاً نتيجة التدخين الشديد فيتم بوسطة ضوء الليزر تقشير الطبقة السطحية من اللثة دون نزف أو ألم وخلال أسبوعين تعود اللثة لوضعها الطبيعي بلونها الوردي المتميز.

3- تبييض الأسنان

تعتبر عملية تبييض الأسنان من أكثر الإجراءات التجميلية الشائعة والتي يستخدم فيها الطبيب مادة هلامية مبيضة توضع على الأسنان ويعرضها للضوء لتسريع تفاعلها مع تصبغات الأسنان وإزالتها والتي قد تتطلب بين نصف ساعة إلى ساعة واحدة وتترافق غالباً مع حساسية شديدة بالأسنان لمدة يومين أو أكثر، في حين أن استخدام الليزر لتفعيل المادة المبيضة يختصر الوقت إلى عشرين دقيقة مع تخفيف درجة الحساسية في الأسنان للحد الأدنى.

لقد أصبح مثبتاً بالبحث العلمي المستند على التجارب السريرية أن ضوء الليزر المطبق حسب التعليمات الموصي بها من الشركات المصنعة لا يسبب آثاراً جانبية تذكر إلا فيما ندر، وبات تطبيقه متاحاً لكافة الفئات العمرية وقد فتح مجالات واسعة لتحقيق التوازن بين استخدام طرق المعالجات السنية من جهة وراحة المريض من جهة أخرى.

دمتم بصحة وسلامة.

د. قيصر إدمون كباش
المدير الطبي لمركز لابوتيه لطب الأسنان والتجميل
مدير تحرير مجلة آفاق طب الأسنان – الرياض

اترك تعليقاً