آفاق الاستفادة من حاويات الشحن في مرحلة إعادة إعمار سورية – لقاء مع د. نضال سطوف

الدكتور “نضال سطوف” عميد كلية الهندسة المعمارية في جامعة البعث، تحدث لجريدة حمص عن آفاق الاستفادة من حاويات الشّحن في مرحلة إعادة إعمار سورية، وخصوصاً بعد اندلاع الحرب الكونية عليها، وما آلت إليه الأمور بعد عشر سنوات، سببت خلالها دماراً كبيراً في البنى التحتية والمرافق العامة، وهجّرت عددا كبيرا من سكان البلد.

وأوضح الدكتور “سطوف” بأنّ حاوية الشحن هي المنتج الأساسي الذي يستخدم لتسليم البضائع في أي مكان من العالم مع الحد الأدنى من التكاليف والمضاعفات، وقد تنامى استخدامها بشكل متزايد على نطاق التجارة العالمية، حيث ازداد من /225/ مليون حاوية عام 2000 إلى /675/ مليون حاوية عام 2014، ويقدر عدد الحاويات التي يتم تداولها حول العالم في أي وقت من الأوقات بـ /17-20/ مليون حاوية، مشيراً إلى وجود أعداد لا تحصى من حاويات الشحن الفارغة غير المستعملة حول العالم.. والتي تأخذ مساحة كبيرة على أرصفة الشحن، ويعود السبب في ذلك إلى الكلفة الباهظة لإعادة شحن هذه الحاويات الفارغة إلى مصدرها، حيث إنه في معظم الحالات يكون شراء أخرى جديدة من آسيا أقل كلفة.

وبالنسبة لسورية أوضح بأنّ هناك نقطتين رئيسيتين:
الأولى: من الطبيعي في الفترة القادمة (مرحلة إعادة الإعمار وما يسبقها)، أن يصل إلى الموانئ السورية الملايين من حاويات الشحن سنوياً، وبالتالي ستعاني الموانئ السورية من تكدس الحاويات وما لذلك من أعباء ونتائج بيئية واقتصادية كارثية.

الثانية: من الحتمي أن يعود الملايين من المهجرين إلى عملهم الأساسي في مدنهم، التي باتوا لا يملكون مسكناً ولا مأوى فيها، وإنّه من المهم العمل جدياً في مجال الاستفادة من حاويات الشحن في مختلف مجالات البناء الاقتصادي السريع، ليكون ذلك منبهاً ومحرضاً ومرشداً للجهات المعنية، لكيفية الاستفادة منها لإيواء المهجرين العائدين إلى أرض الوطن في المرحلة الثانية من إعادة الإعمار، وإمكانية استخدام تلك المساكن والمنشآت في المراحل التالية لمرحلة إعادة الإعمار إسكانياً وسياحياً.

وعن الأسباب والمبررات الموجبة لضرورة إعادة تدوير حاويات الشحن، واستخدامها من جديد قال: إنه يمكن تلخيصها بخمس مبررات أساسية وهي: الاقتصاد في التكاليف-الاستدامة وصداقة البيئة-السهولة في النقل- تعدد إمكانيات التصميم-والمرونة في التشكيل.

وتحدث عن عمارة حاويات الشحن بأنها من أحدث الاتجاهات المعمارية العالمية حالياً، وأنّها اجتاحت مختلف قطاعات العمارة، معمارياً وعمرانياً: السكن: وحيد العائلة، متعدد العائلات.
والأبنية العامة: التجارية، الإدارية، الثقافية، الخ…

وأكّد أنّ إدارة كلية الهندسة المعمارية بجامعة البعث، وإحساساً منها بأهمية هذا الاتجاه المعماري، أطلقت العديد من الأبحاث والندوات العلمية، إضافة إلى إطلاقها من خلال مشاريع التخرج عام 2018، مسابقة أفكار لإيجاد حلول متميزة لتجمع سكني مؤقت يستوعب حوالي 25000 نسمة، لإيواء المهجرين العائدين إلى أرض الوطن.

وأضاف إنّ هذه التجربة إضافة إلى تجربة سكن حاويات الشحن في الجامعة العربية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا، وتجربة جامعة البعث في مشاريع السكن المؤقت لطلاب السنة الثالثة والرابعة في مجال إعادة تدوير حاويات الشحن والاستفادة منها كمساكن ومبان ٍ خدمية متعددة الوظائف، تعتبر خطوات جريئة ومهمة في بداية مرحلة إعادة الإعمار، لتهيئة جيل من المهندسين الشباب لفهم واستيعاب هذا الاتجاه المهم والضروري من العمارة الاقتصادية والبيئية والمستدامة، ولما لها من أثر في رسم خطوط واضحة أمام المهتمين والمؤثرين في المرحلة الحالية لإعادة الإعمار (المرحلة الثانية).

عن الكاتب

سلوى شبوع

سلوى ميخائيل شبوع
- درست تجارة واقتصاد اختصاص تسويق وتجارة الكترونية.
تعمل في المركز الإذاعي والتلفزيوني في حمص بصفة معدة برامج.
- اتبعت عدة دورات في الإعلام الالكتروني وحصلت على شهادات خبرة من أكثر من صحيفة إلكترونية.
- عضو في اتحاد الصحفيين السوريين.
- محررة في جريدة حمص.
- تكتب الخبر الصحفي لعدة صحف الكترونية.
- تكتب الأدب والشعر.

اترك تعليقاً