من أجلها من أجل عينيها وسحـ
ـر جفونها كرَّستُ أشعاري لها
وأقمتُ في أغوارِ روحي معبداً
ونذرتُ نفسي عابداً في قدسها
فهي المليحةُ للجمالِ نموذجٌ
حسناءُ أبدعَ ربُها في خلقِها
هي ربةُ الحسنِ البهيِّ تألقاً
وإلهةٌ خشعَ الجمالُ لمجدها
فجبينها للعزِّ يعلو شامخاً
نحو العلا متفاخراً بإبائها
وحواجبٌ سبحان من رسم الخطو
طَ كأنها لغزٌ يبوحُ بسحرها
دبلُ الرموشِ وغنجُها خمرُ الهوى
فيتيه عقلي ذاهلاً برموشها
عينان بحرٌ كم مخرتُ عُبابه
يمٌّ من الأسرارِ تهتُ بفهمها
عينان وهْجٌ لا يُقاوَمُ لحظُها
ترمي السهامَ وتحتفي بقتيلها
وخدودُها وردٌ تفتَّحَ أحمرٌ
كم أشتهي لثمَ الخدودِ وذقنِها
والمبسمُ الفتانُ يحرقُ مهجتي
فأذوبُ شوقاً للرضابِ وريقها
خمرٌ معتقةٌ رحيقٌ مسكرٌ
فيتيه عقلي بين حرِّ شفاهها
فأروحُ أرشفُ من لماها أكؤساً
عسلاً مصفى من نديِّ لسانها
شاماتُها دررٌ تزيِّنُ عنقَها
أفنى أموتُ بعنقها وبنحرها
والجيدُ آهٍ من فتونةِ حسنه
فالقلب يذهلُ والنهى في جيدها
رباهُ أرفقْ بالخيالِ إذا هوى
نحو النهودِ اليانعاتِ بصدرِها
فالعقلُ يُصرَعُ فاقداً إحساسه
والقلبُ يُذبَحُ نازفاً متأوِّها
وإذا تمادى بالجموحِ خيالُه
واجتاحَ أروقةَ الجمالِ وسحرِها
سقطَ المتيَّمُ فاقداً أنفاسه
متهالكاً ميْتاً على أقدامها
شاعر النرجس
حكمت نايف خولي
اترك تعليقاً