نعم -أيها السوريون -يجب أن تشكروا وزارة الكهرباء على قطعها لفترات طويلة: فهو يجعلكم تفرحون لمجيئها، بل وتهنئون بعضكم إن استمرهذا المجيء ساعة كاملة متواصلة، ويجعل النشاط يدب في عائلاتكم لشحن الجوالات واللابتوبات وغيرها، كما أن الانقطاع الطويل يطيل في أعمار أجهزتكم الكهربائية لعدم استعمالها، ويريحكم من أعطالها أو تبديلها، كما يريحكم انطفاء التلفاز من حضور المسلسلات المكررة والبرامج المملة والأخبار المتناقضة، ولا تنسوا راحة نسائكم من استعمال المكواة وعملية الكي، وبالنسبة للثلاجة لم تعد جاهزة لحفظ مونتكم ولاسيما المكدوس الذي استغنيتم عنه وعن تكاليفه ونفقات حفظه خارجها بالزيت الغالي الثمن، ولذلك يجب أن تشكرك ربات البيوت -ياوزارة-على عدم إضاعة أوقاتهن بصنعه وصنع غيره من أنواع تلك المونة، وعلى ملء أوقات فراغهن بالغسيل اليدوي والطبخ اليومي، وكذلك الرجال الذين أصبحوا لا يخجلون من شراء الكميات القليلة من المواد الغذائية والاستغناء شبه التام عن اللحوم لعدم ضمان تجمدها عند بائعيها، أما الطلاب فيرسلون قبلاتهم لمن أقرّ هذا التقنين الجائر لأنه أعطاهم الحجة بعدم الدراسة حفاظا على عيونهم من الأضواء الخافتة، ويشاركهم في القبلات والتحيات تجار أجهزة الطاقة البديلة والغاز الحر وحتى الشموع وغيرهم ممن نشطت تجارتهم وزادت أرباحهم، ولابأس أن تحسب الأموال التي تدفعونها -أيها الثابتون على أرض الوطن- لفواتير الكهرباء نوعا من الزكاة لأنكم تبذلونها دون مقابل.
وفي الختام لتسمح لي وزارة الكهرباء أن تضع في تسميتها كلمة انقطاع؛ لتصبح أقرب الى الواقع والواقعين فيه والراغبين بشدة في الخلاص منها ومنه.
ودمتم ودامت سورية نورا لمحبيها، والصامدين فيها، والمتفائلين بمستقبل أفضل…
نهلة كدر رحال
اترك تعليقاً