يا أُمَّةً قضمَ الضَّلالُ جذورَها
واستوطنتْ في جذعِها الأدواءُ
والحقد عشَّشَ في لِحاءِ غصونِها
فهوتْ تُصوِّحُ زهرَها البغضاءُ
وتمزَّقتْ أوصالُها فتشرذمتْ
عصفتْ بها وبمجدِها الأنواءُ
سقطتْ إلى قاع ِ الحضيضِ وطينهِ
وتخيَّلتْ تسمو بها العلياءُ
فملوكُها باتوا عبيدَ شرورِهمْ
فتكتْ بهمْ وبروحِهمْ حوَّاءُ
هم يحلمونَ بجنَّةٍ ربَّاتُها
الغيدُ والغلمانُ والصَّهباءُ
أنهارُ من عسلٍ يؤجِّجُ عشقَهمْ
فتسوقهمْ لجحيمِها الفحشاءُ
وجداولٌ من خمرةٍ قدسيَّةٍ
فعقولهمْ من سحرِها بلهاءُ
وهنا استحالتْ للفسادِ قصورُهمْ
ففجورُهمْ ضجَّتْ به الغبراءُ
سقطوا إلى رجسِ النَّجاسة ِوالخنى
وشعوبُهمْ مقهورةٌ بكماءُ
تجثو وتسجدُ للأميرِ ورهطِهِ
وتئِنُّ من أوجاعِها الصَّحراءُ
يا أمَّةً أسيادُها باتوا دمىً
هزليَّةً تلهو بها الأعداءُ
فإلى متى سيظلُّ شعبُكِ خانعاً
مُستعبَداً ويقودُهُ الجهلاءُ؟
وإلى متى تبقى العمائِمُ واللحى
معصومةً ويَجُلُّها العلماءُ؟
تقضي وتُفتي بالضَّلالِ جهالةً
يا خزيها لو يحكمِ الحكماءُ
وإلى متى نبقى قطيعاً هائماً
متخاذِلاً ويسوسُنا السُّفهاءُ؟
عشنا عبيداً للخرافةِ أدهُراً
وتلفَّعتنا فتنةٌ هوجاءُ
هيَّا انهضي يا أمَّتي وتجدَّدي
هُبُّوا انهضوا يا أيُّها العقلاءُ
ولننزعِ الأترابَ عن أبصارِنا
فنرى الضِّياءَ وتنتهي الظَّلماءُ
ولننفضِ الأوهامَ عن أفهامِنا
ننلِ الشِّفاءَ وتُهزَمُ الأدواءُ
حكمت نايف خولي
اترك تعليقاً