ترأس صاحب السيادة جاورجيوس (أبو زخم) متروبوليت حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس يوم السبت الواقع فيه ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢١، صلاة الغروب الاحتفالية بمناسبة عيد دخول السيدة العذراء إلى الهيكل في كنيسة السيدة أم النور-حي الأرمن. عاونه كاهنا الرعية قدس الأرشمندريت سرجيوس عدره وقدس الأب يوحنا يوسف، ولفيف من الكهنة وجمع غفير من المؤمنين.
وفي نهاية صلاة الغروب تم توزيع شهادات تكريم لطلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية من أبناء الرعية، ثم تلقى سيادته المعايدة من أبناء الرعية في صالة الكنيسة.
وفي صباح يوم الأحد ٢١تشرين الثاني ٢٠٢١، أقيم القداس الاحتفالي بهذه المناسبة عايد فيه صاحب السيادة ابناء الرعية :
“أعايد أبناء هذه الرعية الذين يحتفلون اليوم بعيد دخول السيدة العذراء إلى الهيكل والتي تعتبر أنها بدخولها قدمت لنا النعمة الإلهية، فدخول العذراء مريم إلى الهيكل يعني أننا أصبحنا نسير باتجاه الخلاص والحياة وإذا لمسنا الموضوع بين دخولها إلى الهيكل وميلاد الرب يسوع المسيح الذي يأتينا بعد قرابة شهر، نعرف أننا نتجه نحو هذا الميلاد وأن ميلادنا هو أن نتجدد بنعمة الروح الكلي الوجود. فالعذراء مريم دخلت إلى الهيكل لتكون متهيئة ومتحضرة لكي تستقبل بعد ذلك هذه النعمة العظيمة أن تحل عليها نعمة الروح القدس، وأن تجعلها أماً للخالق والرب الإله يسوع المسيح كلمة الله المتجسد، وفي هذا الدخول نعلم أنها أصبحت أفضل نساء العالم وأصبحت شفيعةً لنا جميعنا وأماً لنا.
واليوم نسمع في الإنجيل أن الرب يقول فيها طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعهما هو لم ينف ِ هذا الامر لكنه أراد أن يلفت أنظارنا إلى أمر آخر أن يقول لنا طوبى للذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها، هؤلاء الذين يسمعون كلمة الله هم على مثال العذراء مريم، لأن العذراء مريم هي أوّل من سمعت كلمة الله، وهي التي عندما بشرها الملاك تلك البشارة كان جوابها آنذاك ها أنا أمةٌ للرب ليكن لي حسب قولك.
ولهذا فإن سماع كلمة الله هو من الأمور الأساسية في حياتنا، وكلما كنتم مصغين لهذه الكلمة ومدركين أنها هي التي توجهنا توجهاً حقيقياً أدركتم أن كلمة الله حياة وتحيي الإنسان، و هذه الكلمة المتجسدة من أجلنا نحن البشر، لهذا فكلمة الله هي التي ينطق بها الإنسان فتجعله موجوداً على الأرض، ونحن بكلمةٍ خلقنا وبكلمةٍ أتينا إلى الحياة وبكلمةٍ رأينا أننا نعيش الحياة بكل أبعادها، وفي الوقت ذاته أيضاً قد تتغير وقد لانعرف معنى وجودنا وعلاقتنا مع الله ولكن مع العذراء مريم ندرك ذلك فنعلم أننا نستطيع بقدرتنا البشرية وإمكاناتنا وبكل مانملك من طاقة أن نفهم كيف يمكن أن نعيش الحياة الحقيقية الحياة المسيحية الفعلية.
نحن في هذه الأيام نبتعد عن هذه الحياة وسبب ذلك أننا ننشغل بأشياء كثيرة جداً ونظن أننا بهذا نحاول أن نجد سبيلاً لكي نمتلئ في حياتنا بكل شيء، ولكن يجب أن نعرف أننا ليس بالطعام والشراب نعيش.
فكما فعلت مرتا عندما كانت تهتم في أمور كثيرة في مجال البشرية، وكانت مريم جالسة تسمع كلمة الله، فمريم أخت مرتا كانت على مثال العذراء مريم تسمع الكلمة الإلهية ومرتا كانت تفعل أفعالاً حسنةً، ولكنها أيضاً كان عليها أن تدرك أن كلمة الله تحيينا، وأن كل فعل بشري لا يمكن أن يكفينا في الحياة، فنحن دائماً نتطلب أمورا كثيرة للحياة، لذلك نسعى للطعام والشراب نسعى نحو الرفاهية نسعى نحو كل هذه الأمور، ولاندرك أننا لو عشنا هذه الحياة وسمعنا كلمة الله وحفظناها حصلنا على الحياة والخلاص.
أعايدكم جميعاً وكل عام وأنتم بخير”
تصوير: كابي ابراهيم
اترك تعليقاً