ببركة وحضور سيادة المطران جاورجيوس (أبو زخم)، أقامت المدارس الغسانية وجريدة حمص يوم الأحد ١٤ تشرين الثاني ٢٠٢١، حفل توقيع مجموعة كتب سير ودوواين لشعراء حمص المهجريين، من إعداد الطبيب الدكتور “حسّان أحمد قمحية”، وتقديم الدكتور “عبد الرحيم قمحية”، وذلك في القاعة الأثرية لمطرانية الروم الأرثوذكس، بحضور الأستاذ “مرهف شهله” وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي.
بداية تحدث الدكتور “عبد الرحيم قمحية” عن نشأة أدب المهجر في ظلّ ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية تعرّضت لها بلاد الشام خلال أواخر العهد العثماني وفترة الاحتلال الفرنسي، مما دفع أبناءها للهجرة إلى بلاد الغرب سعياً وراء أرزاقهم، ومنهم شعراء وأدباء من مدينة حمص أكملوا طريقهم في صياغة أدب جميل مايزال الدّارسون والكتّاب يتغنّون به حتى اليوم.
وأوضح الدكتور “قمحية” أنّهم أقاموا حفل توقيع الكتب والدواوين للشعراء المهجريين بعد أن أكملوا دواوينهم، وأظهروا أعمالهم كاملة، لافتاً إلى إصدارهم ١٢ ديوانا شعريا لشعراء حمص المهجريين، من أصل ٦٠ شاعرا حمصيا، وأنه سيتم إصدار دواوين باقي الشعراء قريباً.
وأضاف “قمحية” إنّ قصائد شعراء المهجر غلب عليها الطابع الإنساني والعاطفي، ومشاعر الحب والحنين للوطن، مبيّناً أنّ جميع الشعراء تغنّوا في قصائدهم بالمناسبات الوطنية والدينية في سوريا، وأنّهم حافظوا على التراث العربي، وأظهروا عواطفهم الصادقة دائماً.
وأشار سيادة المطران جاورجيوس (أبو زخم) في كلمة له إلى التاريخ العريق لمدينة حمص وما أنتجته من أدباء وشعراء مهجريين درسوا في مدارسها الخاصة كالغسانية، وأجبرتهم ظروف بلادهم القاسية لهجرة وطنهم، موضحاً أهمية قراءة تاريخنا وثقافتنا وما يختزنه تراثنا من أدب وفن وعلوم، لافتاً إلى أنّ بلدنا يملك إرثاً إنسانياً وفكرياً وأدبياً، وأنّه من واجبنا الحفاظ على التراث السوري ونقله بكل أمانة إلى الأجيال القادمة.
وأوضح الأستاذ “مرهف شهله” أنهم أرادوا تسليط الضوء على ١٢ شاعرا وأديبا لمعت أسماؤهم في عالم الغرب، ودرسوا المراحل التعليمية في المدارس الغسانية الخاصة في حمص، مشيراً إلى دور جريدة حمص في رفد الدّارسين بمعلومات قيّمة ساعدتهم في كتابة الكتب من خلال أرشيفها الغني منذ عام ١٩٠٩، وأنّ لديهم ٦٠ شاعرا حمصيا يحاولون إعادة إحياء تراثهم وتاريخهم الأدبي من جديد.
وألقت الأديبة “هنادي أبو هنود” مقتطفات من قصائد الشعراء المهجريين وهم: ندرة حدّاد، وسلوى سلامة أطلس، وبدري فركوح، وميشال مغربي، وحسني غراب، ونبيه سلامة، ونصر سمعان، ونسيب عريضة، وبترو طرابلسي، وحملت معظم قصائدهم هموم وقضايا الأمة، ومشاعر الشوق والحنين بالعودة إلى ربوع الوطن.
وأغنيت الجلسة ببعض المداخلات والنقاشات حول أهمية إعادة إحياء التراث الثقافي السوري، وبما يخصّ شعراء المهجر ونتاجهم الأدبي.
وفي الختام وقّع سيادة المطران، والدكتور قمحية عددا من الدواوين الشعرية، وتمّ توزيعها على الحضور.
تصوير: كابي ابراهيم
اترك تعليقاً