في الوقت الذي تنقطع فيه الكهرباء بتقنين غير محتمل تضيء كهرباء من نوع خاص على مسرح دار الثقافة، فيأتي الناس ليشحنوا أرواحهم المعتمة بما يعرض أمامهم من نشاطات تتحدى فيها حمص كل الظلمات.
ولعل مسرحية (الغنمة) كان لها لمعانها الخاص، حيث أضاءت بالنص المسرحي المترجم عن البلغارية والذي تحول الى أنوار حقيقية بفضل مخرج بارع اسمه زين طيار، استطاع أن يصنع من شبان وشابات هواة ممثلين حقيقيين أضحكوا الجمهور بالخنوع الذي أظهره بعضهم كالغنم يعلقون الأجراس على صدورهم، ويأكلون الخس بأفواه لا تعرف الا عبارة (ماع) أو بسخرية من يفترض أنه معلق في مصعد معطل من نفسه، بينما أبكاهم بعضهم الآخر وخاصة الموظفة التي وضحت بين شهقات حسرتها ودموع معاناتها أسباب انسلاخها عن أفراد القطيع من زملائها وانضمامها إلى من تمرد على الروتين والبيروقراطية اللذين ينخران في أهم مؤسسة وطنية، ومما زاد من لمعان مسرحية (الغنمة) العناية بالموسيقا واللباس وحتى الإضاءة والديكور الذي يوحي أنك في مؤسسة حقيقية تنطفئ فيها أرواح البعض ببنما تشتعل في البعض الاخر.
ولذلك استحقت المسرحية أن يحضرها من دعي إليها من شخصيات دينية وسياسية وأدبية معروفة وعدد كبير ممن ملوا التقنين، فسارعوا إلى مسرح دار الثقافة ليشحنوا نفوسهم قبل جوالاتهم، ويمتعوا عيونهم برؤية من فضلوا أن يمتنعوا عن لعن الظلمات أو استجداء المعونات وراحوا يشعلون الشمعات ويطلقون التحديات علهم يمتعون شعبا تعب من الظلمات، ويساهمون في اضاءة أنوار آمالهم على أمل تحقيقها في الحياة.
نهلة كدر رحال
اترك تعليقاً