أنا لا أقصد النور الطبيعي لأن الشمس تمنحه في النهار والقمر في الليل دون مقابل، ولا أتكلم عن نور الكهرباء الذي يحرمنا منه التقنين الطويل رغم دفعنا للمقابل، وإنما الوجه المضيء لسوريا والذي يتطلب الاهتمام بتلقين الأخلاق الرياضية قبل التدريب على ألعابها، لأن نتائج المنتخب الوطني في تصفيات آسيا والمنتخب الأولمبي تحت عمر 23 ولاسيما في مباراة الأول مع لبنان والثاني مع اليمن، وردات الفعل التي صدرت عن بعض أعضاء الفريقين، تكشف الإهمال شبه الكامل للرياضة المدرسية ثم الجامعية والتي تعتمد على النشاطات الإجبارية ذات الطابع الوظيفي والمباريات الخالية من المنافسة الحقيقية التي تصقل المواهب وتنمي القدرات وتهذب الأخلاق وتصنع أبطالاً حقيقيين -مع الاحترام لبعض الاستثناءات والانجازات- والدليل على ذلك صفحات الطلاب السوريين الإلكترونية شبه الخالية من أخبار البطولات المدرسية أو الجامعية، لكن المليئة بصور أشهر فريقين وهما ريال مدريد وبرشلونة والتي خصص الكثير منها لعشاق أشهر بطلين دوليين وهما رونالدو الريالي وميسي البرشلوني، والذي يتمنى كل لاعب لكرة القدم أن يصبح مثلهما ليحصد ما يحصدانه من مال وشهرة واحترام، والصفحات المشغولة بأحاديث زملائهم المغتربين عن حرصهم على المشاركة في البطولات الرياضية للحصول على المنح الدراسية ثم الوصول إلى المسابقات العالمية لتمثيل الدولة المحتضنة لهم.
والخلاصة مما ذكرت: حين نهتم بالرياضة فإننا نحصن أجسام طلابنا من الأمراض، وعقولهم من الخمول والتفاهات، وأخلاقهم من التشوهات التي سببتها الأزمات، ثم نصنع من منافساتها الحقيقية والقوية أبطالا يرفعون علم سورية عاليا بإنجازاتهم في المسابقات العالمية، ويظهرون وجهها المضيء رغم كل الظلمات.
نهلة كدر رحال
اترك تعليقاً