أمران كلاهما مر
لا يمكنك في هذه السنوت العجاف أن تضمن لأي شخص عيشا كريما براتبه البائس الوهمي، وبهذا الجو الخانق المترع بالفقر والغلاء والفساد .
ومن جهة أخرى لا تتمنى له الهجرة ومغادرة البلاد يائسا بائسا مقهورا…
والأمر في الحالين مؤلم، مر وقاس
وإليك اللوحتين
لا تَلمْني
سأغادرْ
لم أخُنْ يوماً بلادي
لا ولا كنتُ المغامرْ
إنّما ما عُدتُ أقْوى
فقضاءُ الدّهرِ جائرْ
وبلاءُ الفقرِ عاتٍ
وسقيمُ الوقعِ مَُرٌّ
وعذابُ الجوعِ كافرْ
لا تَلمْني
سأهاجرْ
من تُراب ٍ
كلّ ما فيه سَرابٌ
كلّ حَظٍٍّ فيه عاثرْ
أمْحَلَ الزيتونُ فيه
وعُروقُ التّينِ جَفَّتْ
أخْصَبتْ فيه المقابرْ
لا تٓلمني سأغادرْ
رَغْم آلافِ المخاطرْ
لبلادٍ لسْتُ أخْشى ال
موتَ فيها
فالمنايا أينما حَل
لت مَصائرْ
وعَذابُ اليأس أعْتى
من عَذابات الضمائرْ
سأغادرْ
لا تلمني
سأهاجرْ
ما لهذا الأمرِ آخرْ
………
لا تغادرْ، لا تُهاجرْ
فبلادُ الغيرِ لَيستْ
جنَّةً، والدهرُ غادرْ
لا تُهاجرْ، لا تُغادرْ
إنّٓ بَعد العُسرِ يُسرا
فاسْتمعْ مِنّي وصابرْ
لنْ يَدومَ البؤسُ دَهْراً
يا صديقي
ما لَنا إلاّ خَيارُ الص
صبر ِ والعَزمِ المثابرْ
فَديارُ الأم أغلى
منْ حِساباتِ المقامرْ
سَوفَ نَبنيها بِجدٍٰ
لا تُغادرْ ، لا تُهاجرْ
أنتَ أوْلى بتُرابٍ
صانَهُ الأجدادُ حُّرّا
بالأظافرْ
لا تغادرْ
لا تُهاجرْ
الدكتور رفعت عطية
اترك تعليقاً