أقامت الجمعية العلمية التاريخية في حمص مساء الأحد ندوة بعنوان أعلام من بلدي” تتحدث عن السيرة الذاتية للأديبة الراحلة “نهاد شبوع” بمشاركة الدكتور “قصي الأتاسي”، والدكتورة “زينات أخرس”، والأستاذة “مايا شبوع”، وبإشراف رئيسة الجمعية العلمية التاريخية في حمص الدكتورة “فيروز يوسف”، وذلك في المركز الثقافي العربي في حمص وسط حضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي.
بداية تحدث الدكتور “قصي الأتاسي” عن الراحلة “نهاد شبوع” بأنها أديبة من رعيل المثقفين الموهوبين الذين عاشوا التراث، ثمّ تجاوزوه إلى مرحلة الإبداع، موضحاً أنّ للراحلة شخصيتها الأدبية، وأسلوبها الساحر المنفرد من خلال اختيارها المفردات وبراعة الخيال وجمال التصوير، مؤكداً أنّها أديبة بكلّ المعاني والمقاييس، ذاكراً بعض الأدلة والبراهين وماكتبته الأديبة من نصوص في العدد العاشر من مجلة السنونو.
الصيدلانية “زينات أخرس” تحدثت عن السيرة الذاتية للأديبة الراحلة وأنها ولدت في حمص وتلقّت علومها في مدارسها، وحصلت على إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق، وأنّ للأديبة نفحات أدبية نشرت في عدد كبير من الصحف والمجلات السورية، وكان لها صفحة أسبوعية في جريدة حمص خصصتها للخوض في موضوع الاغتراب، وأنها أسست رابطة أصدقاء المغتربين في مدينة حمص لخدمة المغتربين العرب.
وتحدثت الأستاذة “مايا شبوع” عن علاقتها الاجتماعية بالأديبة “نهاد”، وعن صفاتها النفسية والأخلاقية ومحبتها للعائلة، موضحة بأنّها متفانية ومعطاءة ومخلصة في حبها وخدمتها لأهلها وأخوتها، مشيرة إلى أنّ الأديبة لم تلد لكنها عاشت الأمومة بكل أبعادها مع أبناء أخوتها وأخواتها وأحفادها، ومع كل تلميذ تتلمذ على يديها واستفاد من أفكارها الرائعة والبنّاءة.
وأشارت الدكتورة “فيروز يوسف” إلى أنّ دور المعلمين لا يقتصر على العملية التعليمية فقط وإنما يصل دورهم إلى المجتمع في شتى المجالات، وذكرت بأنّ الأديبة الراحلة كانت أستاذتها، وأنها كانت تدرك بأنّ التربية تسهم إسهاماً فاعلاً في بناء الانسان، لافتة إلى أنّ الأديبة الراحلة كانت مربية ومثالاً يحتذى بالنشاط الاجتماعي، وأنّها كانت رائدة و سبّاقة للتفاعل مع ظاهرة الهجرة والمغتربين في المهجر، ونالت أرفع الأوسمة من الرئيس البرازيلي عن نشاطها مع الجالية السورية هناك، وأنّها جسّدت العطاء بأبهى صورة، ووجّهت رسائل محبة كقيمة جوهرية في المجتمع، موضحة بأنّ الراحلة اختارت الأدب لتذوقنا من قطافه ما لذّ وطاب بإحساس عالٍ، وأنّها “علم من بلدنا” تستحق أن نركّز الضوء على نتاجها الراسخ في أذهان كل من عرفوها.
حضر الندوة مدير المدارس الغسانية الخاصة بحمص ورئيس تحرير جريدة حمص الأستاذ “مرهف شهله”، ومديرة المركز الثقافي العربي في حمص الأستاذة “وفاء يونس”، والعميد “رجب ديب” وعدد من الأدباء والشعراء، وعدد من الأهالي والأصدقاء.
اترك تعليقاً