بمناسبة قدوم الأعياد المجيدة، وانتهاء أعمال الترميم في ابتدائية الغسانية الأولى الحميدية، وببركة وحضور صاحب السيادة المطران جاورجيوس أبو زخم، تم يوم الأحد 19 كانون الأول 2021 وعلى عزف فوج كشاف كنيسة سيدة البشارة للنشيد العربي السوري، تم إعلان الافتتاح الرسمي لمدرسة الغسانية الأرثوذكسية الأولى في حي الحميدية، وإضاءة شجرة الميلاد لاستقبال الطفل يسوع.
وبهذه المناسبة أيضا تم افتتاح قاعة ضمن الابتدائية باسم صاحب السيادة جاورجيوس أبو زخم متعددة الأغراض وفاء وتقديرا لجهوده الكبيرة في إعادة الحياة إلى المدارس الغسانية الأرثوذكسية بعد حرب ٢٠١٢.
حضر حفل الافتتاح سيادة محافظ حمص المهندس بسام بارسيك، وقائد شرطة المحافظة اللواء عبدو كرم، ومدير التربية الأستاذ وليد المرعي، والأستاذ حسان لباد مدير ثقافة حمص، والدكتور المهندس عهد خزام رئيس الجامعة الوطنية، والأستاذ مرهف شهله، وقدس الأبوين كاهني رعية الحميدية: الأب ميخائيل رباحية وسلوان صنيج، والكوادر الإدارية والتعليمية في المدارس، وفعاليات اجتماعية وأهلية، والطلاب وذووهم.
في البداية قدمت فتيات من نادي الشرطة فقرة راقصة في إطار التعاون مع المدارس الغسانية، ثم قدم طلاب من الغسانيات فقرات عديدة تعبر عن فرحهم بالأعياد واستقبال الطفل يسوع.
بعد ذلك رحب الأستاذ مرهف شهله بالضيوف الأكارم، وشكر سيادة المطران جاورجيوس لدعمه الدائم للمدارس الغسانية ذات التاريخ العريق. مضيفاً إن المدارس تحمل صفة تاريخية وأجدادنا وآباؤنا وأولادنا درسوا وتربوا فيها، وابتدائية الحميدية تأسست عام 1902واستمرت إلى يومنا هذا بهمة أبنائها، وهذا ليس غريبا على أهل حمص الذين يمتلكون إرادة البقاء وينهضون من تحت الركام ليعيدوا البناء.
والشكر الأكبر للرئيس الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية ولأبطال جيشنا الذين لولاهم لما استطعنا أن نعود إلى مدننا ومنازلنا ومدارسنا ولما كنا هنا.
وبدوره أعرب سيادة المحافظ عن إعجابه بهذا الصرح التربوي التاريخي الحضاري، فقال: نحن في مكان يلتقي فيه المحوران حيث تم في هذا الصرح بناء الحجر والبشر معا، فشكرا لكل من ساهم في البناء. تزول الدنيا ولا تزول سوريا.
أما سيادة المطران فقد أعرب عن شكره لجميع من عمل وأسس وأسهم في المساعدة، كما عبر عن فخره بالمدارس الغسانية التي خرجت أجيالا على مدى الزمان، وبثّ الأمل في النفوس لترجع سوريا مشرقة ويبقى هذا الجيل في وطنه ولا يهاجر. فأبناؤنا هم أمل المستقبل.
وفي حديث لجريدة حمص تحدث سيادته قائلا: المناسبة اليوم فيها فخر واعتزاز وفرح، ونتطلع لبناء مستقبل قريب فيه أمل.
المناسبة اليوم افتتاح جزء من المدارس الغسانية التي كانت مدمرة سابقا، وأعدنا الحياة إليها، والحياة هي أن نرى الأجيال القادمة تكبر وتنضج حتى تكون في المستقبل القريب رجال وسيدات المستقبل في بلدنا الحبيب سوريا.
لقد أضأنا شجرة الميلاد وبهذه المناسبة أعايدكم وأعايد بلدنا، وأحب أن أنوه إلى دور الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية التي هي متجذرة في المجتمع والبلد وفي منطقة الشرق الأوسط.
الكنيسة تشعرنا أن لديها مسؤولية لتكون رائدة في موضوع التعليم، ولا تتوقف عند مرحلة من المراحل. ونحن نطلق هذا النداء لنقول لا يمكن أن يكون المجتمع سليما ولديه فكر للمستقبل إلا عندما يكون البناء مبنيا على أسس معينة، وتأخذ الكنيسة رسالتها، ورسالة الكنيسة الأساسية هي أن تحتضن أبناءها وتربيهم وتعلمهم بالدرجة الأولى الإيمان الذي هو شخصي عند كل فرد، كما تعلمهم الإيمان بالوطن.
ومسؤوليات الإنسان تجاه وطنه تنطلق من المدرسة، فالمدرسة هي تعليمية وتوجيهية وتربوية حتى ينشأ في عمر معين إنسانا سليما معافى، وهذه مسؤوليتنا.
الكنيسة واجبها أن تكون من المؤسسات الفاعلة في المجتمع وتقدم ما تستطيع تقديمه لبناء الوطن ورجال الوطن.
كل عام وأنتم جميعا بخير، وقائدنا ورئيس بلادنا بألف خير، ونحن تقدر بشكل خاص دماء شهدائنا الأبطال، ونتمنى الشفاء للجرحى ليكون الجميع بخير وصحة وعافية.
وقد عبرت إحدى الطالبات عن اعتزازها بالمدرسة قائلة: أنا من مدرسة الغسانية-الحميدية، وقد سجلت في هذه المدرسة لأن أهلي وأجدادي درسوا فيها، وإن شاء الله سنكون جيلا يبني وطننا سوريا، ويرفع اسمه في الأعالي.
تصوير: كابي ابراهيم
اترك تعليقاً