أدب وفكر

حواف حادّة

أَبهذا الدرب مرّ الشعر يوماً ، وقتَ نام اللون في معناهُ ، وارتدّتْ إلى الصيفِ الطيورُ ؟
أم بتلك اللحظة البيضاء من وقت السواقي مرّ لَمْحاً ذلك الشيء المثيرُ ؟
أم لهذا اشتدّت الرّيح على غفلة نايٍ ، واسْتطالَ المُستديرُ ؟
أسألُ الأحجار عن أحوالها ، والضوءَ عمّا لم يمت بَعْدُ على صخر أمانيهِ ، وخلّتهُ المرايا يستطيرُ
أسألُ الأخشاب عن دفء قديم كان في الأنحاء يسعى ، والمدى كون صغيرُ
أسألُ الأطياف عن أوجاع ركن كان يزهو ، وعلى الماء يسيرُ
أسألُ السقف الحزين ، الأبجديّات ، الدوالي عن خطىً لا ينتهي فيها المسيرُ
هل هو الوهم تغشّى وجهتي ، أم أنّني السّاعي الأخيرُ ؟
موجعٌ هذا الشعورُ
موجعٌ حدَّ ارتطام الكون هذا بفراغ داكنٍ ، تزْرَقّ في أرجائه الصيحات ، والصخر يفورُ
ربّما أخطأتُ لمس الممكناتِ .. الممكناتُ اليوم تصفرّ ، و يخضور الأماني ذابلٌ ، والأرض هذي لا تدورُ
ربّما أخطأتُها في غيبة العاديّ من أحوالها الأولى ، وغابت في المدارات السطورُ
ربّما من يومها مات الحضورُ
*
أبهذا الدرب مرّ القوم يوماً أيّها النّاي الضريرُ ؟
كيف لم يبقَ من العيش انسياب ، غير درب عفّرتْهُ الزمهريرُ ؟
ربّما أخطأتُ فهْمَ الرّيح ، تفسير النهايات بشيء من فتور الواقع الرجراج ، والدرب أفاعٍ لم تروّضْها الدّهورُ
ربّما في غفلة منّي تدلّى القوم في بئر التفاصيل ، وسهواً غاب في السرد الكثيرُ
عندما ساءلتُ باباً في تهاويه يمورُ :
أين يا بابُ النّسورُ ؟.

محمود نقشو

اترك تعليقاً