أعجبتني نجمة في السماء ..قلت لأمي إنني سأذهب يوماً إلى هناك مشيرةً للسماء البعيدة..
أجابت بشيء من العصبية: لا ستبقين هنا بجانبي ستكونين بأمانٍ أكثر ..ثم إنّك بنت وهذه أفكار صبيانية -قاطتُها محاولةً إنهاء حديثها- حسناً حسناً كما تشائين.
وأغمضتُ عينيّ لأتخيل أنّني أسافر عبر الغيوم وألمس النجوم بيدي، يالله..! ما أجمل عالم الكواكب.
• في الخامسةِ عشر من عمري علمت أنّني لا أستطيع أن أذهب للسماء، وأنّ النجومَ ليست سوى كرات من الغاز الملتهب المضيء.لكن لا بدّ أن هناك مكاناً على هذه الأرض يشبه السماء بكبرها والنجوم بلمعانها.
كانت أمّي تخاف عليّ من أفكاري، تخيفها فكرة أنّني أحبُّ الإبحار حدّ الغرق ،والطيران حد ّ السماء، تريد أن أبقى في حضنها حتى الموت ولو كان بإمكانها أن تعود بي لأحشائها لفعلت. ها هي تمسك بيدي فتمنعني من الابتعاد عنها، لكنني أكاد أختنق من هذا الخوف.
يقول لها أبي: ابقي بجانبها دائماً -إنّها بنت-فتشدُّ على يدي مجدداً.
• في العشرين من عمري حدث ماكنت أنتظره طوال حياتي
أستطيع أن التمس جوانحي الآن ..أستطيع أن أشعر بقوّتي… تصيبني فرحة الأطفال تلك
أمّي … أستطيع الطيران يا أمّي، انظري لابنتك التي كنت تخافين.. لقد صار لي جناحان أستطيع الطيران وحدي. لقد كبرتُ يا أمّي..
رحتُ أتابع حديثي بحماس: هذا العام سأهديكِ في عيدك نجمة، وأنت يا أبي سأجلب لك القمر، ستفخرون بي أعدكم بذلك..
كانا وجهاهما صعبي التفسير وقتها، لم ينبسوا ببنت شفّة. لكنّ فرحتي كانت أكبر من أن أكترث لردّةِ فعلهم.
لم أنم تلك الليلة… فجأةً شعرت أنّ العالم كله يدور حولي..
لكنّ حديثاً بين أبي وأمي -سمعته بالصدفة-حرّك عجلة العالم الذي كان يدور حولي لتدوس على قلبي..
لقد عزموا على قصّ أجنحتي …
هلا العلي
اترك تعليقاً