يعيش الإنسان منذ ساعاته الأولى على هذه الأرض وهو يبحث..
فيبدأ الرضيع بالبحث عن الأمان في حضن أمه..
ويبدأ الطفل في البحث واكتشاف الحياة والمحيط …
ويبدأ المراهق الشاب في البحث عن ذاته ورجولته في عمر الشباب… والأنثى أيضا تبدأ في البحث عن الكلمات اللطيفة في صباها لتشعر بأنوثتنها وتبدأ بالتبرج و ارتداء أجمل الملابس…
ليبدأ عمر الشباب ويبدأ معه البحث عن العلم.. ثم المال.. ثم المنزل والسيارة.. الخ..
وفي عمر النضوج يبدأ الإنسان في البحث عن الاستقرار..
وفي عمر الشيخوخة يعود كبار السن للبحث عن الأمان بين أولادهم وأحفادهم كما لو عادوا لساعاتهم الأولى على هذه الأرض … (هذا البحث الذي ينتهي للأسف بخيبة كبيرة لأنه ينصدم في الواقع المرير في بعض الأحيان).. وانشغال الأبناء وبعدهم الجسدي والأهم العاطفي عن الآباء متناسين أن وجود كبار السن في المنزل هو بركة بحد ذاتها).
وهكذا تمر الساعات الواحدة تلو الأخرى وتمضي الأيام والسنون، ويرحل من يرحل ويبقى من يبقى…
ويبدأ الورثة بالبحث عن الميراث الذي تركه لهم آباؤهم وأجدادهم وكأنهم كانوا في انتظار طويل لهذه الساعة… ليحصلوا على المزيد من المال… (مصدر كل الشرور إن وقع في اليد الخاطئة) ..
وكم من النزاعات تحصل بين الإخوة و الأقارب بسبب هذا الميراث المادي!..
متناسين الميراث الأثمن..
وهو المحبة العظيمة التي قدمها الأهل لأبنائهم على مرِّ السنين ..
الميراث الأثمن هو الذكريات الجميلة التي لا تقدر بثمن ..
الميراث الأثمن هو لحظات العطاء اللامتناهية التي قدموها لنا، لحظات الضحك واللعب والجلوس جميعاً على مائدة واحدة.. الخ..
الميراث الأثمن هو الذكر الطيب والسمعة الحسنة..
الميراث الأثمن هو ميراث الأعمال الخيّرة والإيمان المسيحي المستقيم الرأي…
الميراث الأثمن هو ذلك الدفء الذي تركه لنا آباؤنا وأجدادنا لكي يدفئنا حينما نشعر بالبرد في ذواتنا، هذا الدفء الذي هو أقوى من الموت والبعد الجسدي يكبر في داخلنا بمرور الزمن، وكأنهم يستمرون في عطائهم وفي الاهتمام بنا حتى بعد رحيلهم ..
الميراث الأثمن….هو ذلك الذي لا يقدر بثمن ولا يفنى ولا يزول …
هو ميراث الحب والمحبة ❤️..
ديانا غرير
اترك تعليقاً