رجع من مغتربه في فرنسا لأنه لم يتأقلم مع الغربة
يوم الاثنين 17 كانون الثاني 2022 غيّب الموت المصور الفنان نعمان عيدموني عن عمرٍ ناهز 70 عاماً ونيفاً، إثر أزمة قلبية مفاجئة.
هو ليس مجرد مصور، بل هو عاشق تصوير التراث المعماري والطبيعة في مدينة حمص، شارك في عدة معارض بين حمص ودمشق بمشاركة مصورين فنانين كبار.
يعتبر نعمان عيدموني أحد أهم مؤسسي تصوير الفيديو في مدينة حمص.
من مواليد حمص 1948 عشق التصوير عندما كان عمره 14سنة.
أول كاميرا اشتراها كانت عام 1963، وأول صورة صورها كانت عاصي ديك الجن، وأول استوديو اشتغل به كان استديو صباغ وكان عمره 18عاماً.
لم يكن التصوير عنده مجرد فضول بل أصبح مهنة، وعلى الرغم من التحاقه في الخدمة الإلزامية إلا أنه لم ينقطع عن التصوير، فكانت خدمته مصوراً حربياً حتى إنه أصيب بشظايا أثناء إحدى المهمات التي كان يصورها.
عام 1972 افتتح المصور نعمان أول استديو خاص به وأدخلَ مع المصور بسام ضاحي، الكاميرا الفيديو الخاصة إلى مدينة حمص واشترى كاميرا خاصة به عام وصوّر 1980 وكانت بدائية لكنها تفي بالغرض من ناحية الحفلات التجارية، والمناسبات الخاصة، وأحيانا مناسبات وطنية للتلفزيون السوري.
مع تطور أداوت التصوير انتقل نعمان إلى مرحلة جديدة فقام بتطوير أدواته هو أيضاً، حيث اشترى أجهزة مونتاج ومكسر للفيديو، مما زاد من تقبل الناس لفكرة تصوير أفراحهم ومناسباتهم لكن بشكل تدريجي. وكانت أول كاميرا متطورة أدخلها نعمان إلى عمله عام 1984 وكانت ذات ميزات عديدة.
انتقل نعمان إلى فرنسا بهدف العمل في مجاله وأقام في مرسيليا معرضين بالتعاون مع شركة تصوير، لكنه لم يتأقلم مع الغربة فعاد إلى مدينته وحيّه، وقام بنقلة نوعية ثانية من حيث المكان والأدوات، واشترى الاستديو الخاص فيه عام 1993 ووسّع عمله واشترى مونتورات خاصة ومكسرات بغية التخصص في العمل على كاميرا الفيديو.
بعد أن أتقن التصوير والمخابر ركز نعمان على إقامة معارض لأعماله بالاشتراك مع عدد من الفنانين المصورين، وحصل على شهادات تقدير عديدة من مختلف الفعاليات الرسمية وغير الرسمية.
الصورة عنده ليست انعكاسا فقط لما تراه العين، الصورة إحساس وإبداع وتواصل.
أما عن أجمل صورة صورها نعمان فكانت زهرة التوليب الحمراء التي أخذها معه أينما ذهبت وبدأ فيها معارضه كلها، وقد طبعها كثيراً على البروشورات والأوتغرافات.
بالإضافة لذلك كان يهوى نعمان جمع آلات التصوير القديمة ولديه معرض صغير لهذه الآلات، كان يقتني كاميرات قديمة منذ عام 1908 وقد جمع حوالي 100 كاميرا من عدة دول. وأقام معرضا بعنوان حمص في الذاكرة عام 2010 عرضَ فيه مقتنياته من الكاميرات ومن صور حمص القديمة التي صوّرها.
كما أقام معرضاً بعد العودة لإحياء حمص القديمة في دير الآباء اليسوعيين، وشارك العام الماضي2021 في معرض بالصالة الأثرية في رحاب كاتدرائية القديسين الأربعين شهيداً، وقد ضمّ هذا المعرض مجموعة من الفنانين، وكان موضوعه حمص القديمة
من الجدير ذكره أن نعمان عيدموني متزوج ولديه ثلاثة أولاد ويمارس مهنة التصوير منذ عام 1962.
وكان مع صديقه المصور بسام ضاحي عضواً في مجلس إدارة جمعية المصورين الحرفيين لدورتين متتاليتين منذ عام 2010 حتى العام الحالي2022
اترك تعليقاً