اليوم الرابع من برنامج الاحتفال بعيد القديس أنطونيوس الكبير كان يوم الأحد 16 كانون الثاني 2022 بإقامة صلاة الغروب الاحتفالية التي ترأسها صاحب السيادة جاورجيوس أبو زخم، يعاونه كهنة الأبرشية.
بعد الصلاة وكسر الخبزات الخمس تقدم سيادته بعظة أبوية عايد فيها المؤمنين: نعيّد اليوم للقديس أنطونيوس الكبير صاحب هذه الكنيسة المتواضعة بشكلها الغنية بإيمانها الممَارش فيه، والتي أخذناها عن أجدادنا وسنعطيها لأولادنا وأحفادنا.
كان القديس أنطونيوس الكبير غنياً جداً، لكنه باع كل شيء وتبعَ المسيح. فمهما كان عندنا قصور وأموال سينتهي كل شيء بلحظة. لقد جمع الغني لنفسه الأموال وقال يا نفسي كلي واشربي، لكن الله قال له: يا غبي في هذه الليلة تطلب نفسك، فهذه التي جمعتها لمن ستكون؟.
فمهما جمعنا من أموال على الأرض سينتهي كل شيء بلحظة.
لقد أعطانا القديس أنطونيوس أن نتعلم منه، فهو كان غنيا بالثروة والعلوم والمعارف لكن مع ذلك لم يفتخر بنفسه، بل باع كل شيء وتبع المسيح وذهب إلى البرية وتنسّكَ هناك، وكانت صلواته تأسيساً لبدء الرهينة في الكنيسة الأرثوذكسية.
إن رحمة الله ومحبته أكبر بكثير من الغنى والقصور والسيارات، فالله يرعانا ويهتم بنا ولن نجد أحداً يهتم بنا ويرعانا مثله، حتى الأهل والأولاد ربما سيتركون ويرحلون.
نطلب اليوم أن يتشفع القديس أنطونيوس فينا جميعاً، ويبارك حياتنا.
ثم وجَّه سيادته معايدة خاصة خالصة لصاحب السيادة المطران أنطونيوس الصوري مطران زحلة وبعلبك، ومعايدة خاصة للأب أنطونيوس يوسف ابن هذه الكنيسة التي رسم شماساً فيها.
كما عايد سيادته كل من اتخذ القديس أنطونيوس الكبير شفيعاً له أو من تسمى على اسمه.
وفي النهاية توجَّه بالمعايدة للأبوين الحبيبين: الأب وهيب بيطار والأب أفرام ملحم اللذيْن يرعيان هذه الكنيسة، وطلب أن يعطيهما الله نعمةً فوق نعمة وبركةً فوق بركة.
وختم حديثه قائلا: أتمنى أن نكون كباراً بالقامة والنعمة مثل القديس أنطونيوس.
وبعد الصلاة قدم فوج القديس أنطونيوس للمراسم النحاسية عرضاً كشفياً.
وفي اليوم التالي الاثنين 17 كانون الثاني 2022 ترأس صاحب السيادة جاورجيوس أبو زخم ميتروبوليت حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس القداس الإلهي الاحتفالي لتذكار القديس أنطونيوس الكبير في الكنيسة المشادة على اسمه في حي (باب السباع).
وقد عاونه في الخدمة كاهنا الرعية ولفيف من كهنة الأبرشية
وفي عظته تحدث صاحب السيادة عن سيرة حياة القديس أنطونيوس الكبير الذي عاش في البرية حياة بسيطة تاركا وراءه الغنى والنعم التي لا قيمة لها أمام عطايا الله، كما أن حياته كانت مبنية على الصلاة والصوم والتواضع والاتكال على رحمة الله، إضافة لذلك فقد كان معروفاً عن القديس أنطونيوس أنه كان وسيماً وهذا ما نلاحظه في أيقونته، لكن كل ذلك لم يغرِهِ ولم يبعده عن الله.
كما أن القديس أنطونيوس حارب الشيطان بصبره وصلاته واستطاع أن يتغلب عليه وأن يعيش حياة القداسة والنعمة، حينها قال القديس أنطونيوس: رأيت الشيطان ساقطا من السماء كالبرق.
من جهة ثانية أشار سيادته إلى أننا هنا في سوريا نعاني من حركة عالمية شيطانية تدعونا للهجرة من هذا البلد، وأنه كلما ماضاقت الحياة بأحد منا يدير ظهره ويمضي، لذلك علينا أن نتمثل بالقديس أنطونيوس الذي بقي في الإسكندرية ولم يهجرها عندما احتاجته.
شفاعة القديس أنطونيوس مع الجميع وكل عام وأنتم بخير.
هنادي أبو هنود
يزن ديب
تصوير: كابي ابراهيم
اترك تعليقاً