أدب وفكر

حنان أمي

أمي…يمر الوقت وأنا تسكنين في داخلي وتعيشين معي في حياتي…

كلماتك الدافئة ما تزال ترن في مسمعي، وأقوالك الحكيمة ما تزال تتردد في خاطري…

جمعت في قلبك الحنان الهادئ الدافئ الذي لا يعرف التزلف أو التملق أو حب الظهور، لكن يعبر عن نفسه ببساطة وتأن.

كان حنانك يحب أن يسكن في أمكنة صغيرة بعيدة عن العيون، لأن غايته هي الحب والسكينة، غايته ملء القلوب الضعيفة بالإيمان والأمل.

كان حنانك متدفقا معطاء أشعر به دون أن تبالغي في إظهاره، فربما ظهر بكلمة صغيرة أو بقبلة هادئة، لم يكن حنانك عناقا او حديثا مكررا، بل كان سكينة ووداعة ولطفا وزعته علي وعلينا، وعلى كل من حولك…

أرسلت لكل من حولك نفحات حب وحنان لم تنضب يوما، فكنت أما لي وأما للجميع.

لم تبخلي بحنانك على أحد، لكنه كان كبيرا علينا، وهذا طبيعي جدا عند الأمهات يحببن أبناءهن أكثر من الباقين.. ومع ذلك شعر الآخرون بحنانك كما شعرت أنا به، وسمعوا نبضات قلبك وأحبوك كما سمعت أنا.

لقد عرفوك كملاك صغير أو كحمل وديع، وحين غادرتهم افتقدوك كثيرا، لكنهم لم يفتقدوك مثلي…

إنتي أراك معي كل يوم وكل لحظة، ومع كل تصرف أتذكر أنك كنت تعملين هذا الأمر وتحبين هذا التصرف…

لم يمر يوم علي لم أذكرك، ولم أتمن العيش معك. لقد شبعت من حبك وحنانك، وأبقيت لي منهما ذخيرة كبيرة حين غادرتني، أفتحها كلما ضاقت بي الأحوال.

أمي… دائما أذكرك بالمحبة، وأراك أمامي في كل التصرفات…

دمت لي محبة وفية إلى أن يحين اللقاء.

عن الكاتب

هنادي أبو هنود

-إجازة في اللغة العربية.
-دبلوم دراسات عليا/لغوي.
-سكرتيرة تحرير جريدة حمص سابقا.
-مدققة لغوية في جريدة حمص حاليا.
-معلمة لغة عربية في الثانوية الغسانية.
-هواياتي الكتابة في الصحف والدوريات، والاهتمام بالمحاضرات والندوات الثقافية.
-صدر لي كتابان في الخاطرة والمقالة:
الأول بعنوان ومرت الأيام 2008، والثاني بعنوان كلام... كلام عام 2010.