في عام 2013 كانت القذائف تتهاوى على حلب وكنا في اجتماع في الكنيسة مع المطران المغيّب بولس يازجي : وسـألنا ماهي الكنيسة؟ فكانت الإجابات قليلة. وفي سؤال آخر لأحد الآباء ما هي الكنيسة الحية؟ كانت الإجابات قليلة… إلى أن استطعت أن أجمع افكاري بعد طرح عدة أسئلة:
1- ماهي الكنيسة – ماهي المسيحية الحقيقية وما هي صفات المسيحي الناضج- السلوك المسيحي- الحياة الجديدة في المسيح. كيف يجيب الآباء عن أسئلة المؤمنين من حيث : الفرح – السلام – الحرية المسيحية – الطاعة.
1- ماهي الكنيسة : هي كيان حي نشيط ينمو وتتم تغذيته بوساطة المسيح ومن خلال روحه. يقول بولس الرسول: أيها الأخوة لا تكونوا أولاداً في التفكير بل أطفالاً في الشر … وأما في التفكير فكونوا راشدين نحن سفراء المسيح… ومعرفة الرب يسوع تغيّر الأوضاع فهو مهتمٌ بنا رغم كل ما يظنه الناس.
والروح القدس يضفي المجد على المؤمنين حيث يغيرهم إلى صورة المسيح وفي عملية مستمرة… وكلما قوى ارتباطنا به… زدنا شبهاً به… رومية 29:8
فالكنيسة هي جسد المسيح .. هي العائلة.. هي الكرمة .. هي كهنة مقدسون .. هي جماعة ملوكية وسلالة اختارها الله.
هي أغصان الزيتون (رومية 11:17) هي الحجر الذي رفضه الناس.
فالمسيحية الحقيقية: لها خصوصيتها …هي إيمان بالقلب… واعتراف بالفم وكلما كانت صلتنا بالله أكثر، أمدَّنا بالقوة التي تؤدي بنا إلى الطاعة ونعرف أننا نلنا هبة الغفران والحياة الأبدية. فيجب أن نحيا يومياً تلك الحياة بمعونته ونعترف بالجميل لما فعله الله لأجلنا.
فالمسيحي الناضج: هو الشخص الذي يعيش حياة الطاعة لوصايا المسيح ممتلكاً شخصية نقيّة وصفات أخلاقية مسيحية ومحبة في العلاقات، له رغبة دائمة لعبادة وتمجيد الله… بالكلام والأعمال.. وكل ذلك ليتجاوب مع محبة الله التي ظهرت في المسيح يسوع.
صفات المسيحي الناضج : هي محبة، فرح، سلام ، صبر ، لطف، إيمان، وداعة، تعفف (ضبط النفس) فيرتبط النضج الروحي للمؤمن بمقدار تحكم الروح القدس بحياته منتجاً ثمر الروح بشخصية صالحة…. تُعكَس بازدياد ملء قياس المسيح.
فالنضوج المسيحي: يبدأ بالإيمان بالمخلص .. وهذا يأتي من خلال القلب وليس العقل ..فالإيمان من القلب يؤدي إلى البر، والاعتراف بالفم يؤدي إلى الخلاص.
فالجماعة المسيحية الأصلية التي تشكلت من الأيام التي تلت يوم الخمسين، تعطينا نموذجاً من أعمال الرسل التي كتبها لوقا البشير حيث الرسل الأوائل مثل بطرس صنع (معجزات) وما زال الروح القدس قائماً يعطي القوة للمؤمنين.
– انجذب المؤمنون الأوائل إلى الكنيسة بسبب:
1) قوة الله ومعجزاته
2) كرم أبناء الكنيسة وإيمانهم
3) شخصية قادتهم
حيث كانت جماعة المؤمنين قلباً واحداً ونَفْساً واحدة، ولم يقل أحد عن شيءٍ عنده إنه له… لأن جميع من كانت لهم حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بثمنها فيضعونه عند أقدام الرسل.
وهم يوزعونه على كل محتاج حسب قدر حاجته.
وكان المؤمنون الأوائل في اجتماعات الكنيسة يستمتعون بالحديث مع بعضهم، ويترنمون بترتيلٍ مبنيٍّ على كلمة الله المملوءة بالحمد والشكر لله.
ما هي الحياة الجديدة في المسيح كورنثوس 17:6؟
نحن هيكل الله الحي وفقاً لما قاله الله : سأسكن في وسطهم وأسير بينهم وأكون إلههم وهم يكونون لي شعباً… لذلك اخرجوا من وسطهم وكونوا متعففين… يقول الرب فأقبلَكم وأكونَ لكم اباً وتكونوا لي بنين وبنات.
يقول بولس الرسول احصروا اهتماماتكم التي في العُلا لا بالأمور الأرضية فعندما نُظهر المسيح وهو حياتنا عندئذ تَظهرون أيضاً معه في المجد انزعوا عنكم هذه الخطايا كلها : الغضب – النقمة – الخبث – التجديف – الكلام القبيح الخارج من أفواهكم – لا يكذب أحدكم على الآخر … إذ قد نزعتم الإنسان العتيق وأعماله، ولبستم الجديد الذي يتجدد لبلوغ تمام المعرفة وفقاً لصورة خالقه.
وباعتباركم جماعة مختارة من الله قديسين محبوبين… البسوا دائماً عواطف الحنان – اللطف – التواضع – الوادعة – طول الأناة .. محتملين بعضكم بعضاً ومسامحين بعضكم بعضاً … وإن كان لأحد شكوى على آخر …. كما سامحكم الرب هكذا افعلوا أنتم أيضاً.. وفوق هذا كله.. البسوا المحبة التي هي رباط (الكمال).
لتسكن كلمة المسيح في داخلكم بغنى من كل حكمة، معلمين وواعظين بعضكم بعضاً، مرنمين بمزامير وتسابيح وأناشيد روحية في قلوبكم لله، رافعين له المجد.
في رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 10:2 “قد خلقنا الله من المسيح يسوع لأعمال صالحة أعدها سلفاً لنسلك فيها إذ أنتم لستم غرباء وأجانب بعد الآن بل أنتم رعية مع القديسين وأعضاء في عائلة الله … والمسيح نفسه هو حجر الزاوية والأساس الذي فيه يتناسق البناء كله فيرتفع ليصير هيكلاً مقدساً في الرب، ومعه أنتم قد صرتم مسكناً لله بوجود الروح القدس.. إننا تحفة الله لأن المسيح هو المركز.
تغريد فركوح
اترك تعليقاً