منوعات

“إيمان ونور”

لطالما كان الأمل هو طريق النجاۃ فكيف إذا كان يُعطَى عن طريق أشخاص حملوا على عاتقهم مسؤولية زرع الابتسامة على وجوه من أرهقتهم الحياة وأفقدتهم الأمل، فعملوا مثابرين على إيقاظ السعادة بداخلهم مثبتين أنه من حق كل إنسان أن يعيش؟…

إنهم عائلة “إيمان ونور” التي تأسست في حمص عام ۱۹۹۹م في دير المخلص مع الآباء اليسوعيين، وهي امتداد لمبادرة “ماري هيلين” التي انتشرت في أنحاء متفرقة من العالم إلى أن وصلت إلى محافظات عدة من سورية، وهدفها الأساسي دمج أشخاص من “ذوي الاحتياجات الخاصة بالحياة” عن طريق اكتشاف مواهبهم والعمل على بنائها وتقديم الدعم المادي والمعنوي والصحي لهم. وكانت الخطوة الأولى دعمهم بالثقة، وجعلهم يبحثون عن السعادة المخبَّأة داخلهم، فقاموا بتقديم العديد من النشاطات كالرسم والتلوين والأشغال اليدوية. كما عززوا لديهم مهارة الحوار والمشاركة، ونظموا العديد من الرحلات الترفيهية ورحلات المبيت، وأقاموا احتفالات لهم في جميع الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية وكان أبرزها حفلات: “الكورال” القائمة على مسرح دار الثقافة بمدينة حمص، فكانوا الشعلة المضيئة لها، والتي كان هدفها تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتعليمهم التعاون والالتزام والعمل بروح الجماعة.

عدا عن ذلك الزيارات المتكررة إلى منازلهم لمساعدتهم ومساعدة عائلاتهم قدر المستطاع، كونهم يعانون من صعوبات الحياة بجميع جوانبها؛ مما جعل الأهل يتعاملون مع حالات أبنائهم بشكل طبيعي إلى أن أصبحوا مصدر فخرٍ لهم.

والجدير بالذكر أن رسالتهم بقيت ممتدةً، فعندما أوقفتها الحرب في عام ۲۰۱۱م، أعادتها المحبة في عام ۲۰۱۳م، فعادوا بقوة أكبر لإكمال دعمهم لأشخاص لولاهم لما شعرنا بقيمة الحياة.

كثيرون جعلوا من الأعمال الإنسانية وسيلة للشهرة أو لغاية يحصلون بوساطتها على مكاسب مادية ، ولكن “إيمان ونور” لم تكن كذلك فكل عمل قدموه كان نابعاً من القلب، يحمل بين ثناياه شعلةً من نور، وهذا ما جعل منهم رمزاً للحب الصادق.

ميراي إبراهيم

اترك تعليقاً