تحت رعاية الرفيق عمر حورية أمين فرع حمص لحزب البعث العربي الاشتراكي، أقام اتحاد الكتاب العرب في سوريا واتحاد الكتاب العرب فرع حمص بالتعاون مع مديرية الثقافة في حمص، ندوةً تكريمية للأستاذ الباحث والناقد حنا عبود وذلك مساء الثلاثاء 19 تموز 2022
في البداية رحبت السيدة أميمة بالحضور والأساتذة وبالدكتور فاروق أسليم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب، الذي حضر نيابة عن الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب.
أدار الندوة د.هايل الطالب الذي قال عنه: “الميزة في حنا عبود الطزاجة، إنه يُشعرنا بطزاجة المادة. وهو لمّاح يلتقط الزوايا المختلفة. وهو ناقد باحث أخلص ونذر نفسه للعلم والأدب واشتغل على حقول المعرفة”.
الكلمة الأولى كانت شهادة للأستاذ المسرحيّ فرحان بلبل الذي وصف عبود أنه “خاض في ميادين متعددة: النقد الأدبي، والفكر، والثقافة، والترجمة.. إنه ينفذ إلى عقلك وقلبك ببراعة أسلوبه وطلاوة حديثه ويطرق أموراً لم يسبقه إليها أحدٌ. لقد باع الماء في حارة السقايين عندما كتب عن المسرح، ثم كتب عن تاريخ الرواية فإذا هو بجديد، وترجم الإلياذة فاستغربتُ ألاعيبه السحرية ولماذا ترجم هذه الملحمة المترجمَة، فإذا به قد أعطى مقدمة إضافية، وكانت ترجمته رصينة تناسب هذه الملحمة”. وأضاف بلبل: “أتمنى أن يكتب في الأدب والنقد لأنه سيبيع الماء في حارة السقايين، وسوف يغبّر على الطحّانين والكلّاسين ويتفوق عليهم”.
الكلمة الثانية كانت للدكتور غسان لافي طعمة، وحملت العنوان التالي /حنا عبود ناقداً/، وشملت دراسته بعض مؤلفات الناقد عبود حيث هضم عبود الثقافة العربية والغربية، وشكّل نقده حالة أدبية خاصة.
وأضاف طعمة قائلاً: “حنا عبود أديب وموسوعة أدبية، ونقده ثمرة لهذه الموسوعية.. حنا عبود كريستوف كولومبوس العرب”…
والكلمة التالية كانت قصيدة للدكتور حسان الجودي الذي كتبها في مغتربه، وألقتها بالنيابة عنه الأستاذة الشاعرة أميمة إبراهيم رئيسة فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب…
والكلمة الآخيرة للدكتور سعد الدين كُليْب وحملت العنوان التالي /الوعي النقدي لدى حنا عبود ناقد/ وقد أشار كليب إلى أنّ “عبود ينتقل بين التنظير والتطبيق، ويقدم لك مادة نظرية لكنها ملأى بالتجارب الذوقية النقدية، إنه عجنَ وخبزَ هذه المادة، فعندما يتحدث نظرياً تشمّ رائحة التطبيق لأن مصداقيتها موجودة فيها.
وقال: كان ينبغي أن يُدرَس أكاديمياً في عدة مجالات، فقد عمل في تاريخ المسرح والرواية والشعر والفكر.
وعيه موسوعي كلي منهجي جمالي مغلف بالوعي الجدلي، فنحن أمام ناقد جدلي يتسم بالموسوعية والكلية والمنهجية والجمالية”…
مسك الختام كان مع كلمة للأستاذ حنا عبود حيث شكر الذين كرّموه وأثنى عليهم إذ جعلوه نجماً، ثم تحدث عن حماقاته في الحياة والأدب التي تركها السادة المتحدثون ولم يذكروها.
ثم أسهب في الحديث عن ذكرياته مع الأستاذ فرحان بلبل، وعملَ مقارنة بين فرحان بلبل والمسرحي الراحل سعد الله ونوس.
بعد ذلك تفضل الرفيق د.عبد المؤمن قشلق أمين شعبة المدينة الأولى ونقل سلام وتحية الرفيق عمر حورية أمين فرع حمص لحزب البعث العربي الاشتراكي.
وفي الختام نقل الدكتور فاروق أسليم تهنئة المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب رئيساً وأعضاء وأهداه أطيب التحيات. وقال عن المكرَّم: “المحتفى به اليوم الأديب الناقد والمترجم الموسوعي الأستاذ حنا عبود عنوان عربي سوري وحمصي، يخبر عن تجربة فريدة للاشتغال بالنقد والترجمة والتصنيف الموسوعي اشتغالاً مؤسَّساً على المنجز السوري نقداً، والعالمي ترجمةً، ويخبر عن مثقف منحاز إلى الاشتغال بثقافةٍ تنطلق من ذاتنا الوطنية.
نأمل من كليات الآداب ومعاهد اللغة في جامعاتنا السورية أن تولي المنتَج الثقافي للسيد حنا عبود وأمثاله السوريين اهتماماً خاصاً في التعريف بهم، وفي توجيه طلبة الدراسات العليا نحو دراستهم ونقدهم وبيان فضلهم”.
ثم سلّم د.فاروق والأساتذة الحاضرون درعاً تكريمياً للناقد حنا عبود.
وفي تصريح لجريدة حمص عبّرت السيدة أميمة إبراهيم عن هذا التكريم قائلةً: “ظاهرة تكريم المبدعين في حمص ليست جديدة، وإنما درجت العادة أن يكرم فرع الاتحاد في كل عام عضوا من أعضائه، على أن يكون هذا العضو من الأعضاء المتميزين في المجالات كافةً. والأستاذ حنا عبود يستحق هذا التكريم فهو باحث وموسوعي وناقد وأديب كبير ومترجم، وله ما لا يقل عن مئة مؤلَّف. وقد ارتأينا وبموافقة رئيس الاتحاد الدكتور محمد حوراني أن يتم تكريم الأستاذ حنا عبود تقديراً لجهوده الأدبية المبذولة”.
وعن معاني هذا التكريم عبّر لنا حنا عبود قائلاً: “عندما نكون في أسوأ الأحوال المادية وأرى هذا التكريم، فهذا يعني أننا نسير على الطريق الصحيح، قد يكون طريقاً ضيقاً… لا يهمّ، وقد يكون ضيقاً جداً… لا يهمّ، الطريق الواسع يعبره كثيرون ونحن سنعبر الطريق الضيق وسوف ننجح”.
اترك تعليقاً