بأقلام الشباب
صرخت.. وبلا سبب محدد… فقط لأنها كانت تود الصراخ لكثرة مابها من أوجاعٍ مكتومة….
غضبت وبدأت ترمي الكلام جزافاً يمنةً.. ويسرى…
كان يبتسم لها، ولم يحاول لتهدئتها سبيلا… تركها تُخرج مافي جوفها من ألمٍ ما استطاعت أن تخبر به أحدا سواه.. واستمر بابتسامتهِ وكأنها طفلةٌ أمامهُ…
وعندما بكت.. أخذها بينَ ذراعيهِ محتضنا… كأنما أبٌ يحتضنُ ابنةَ روحِه…
وبمجرد أن شمت رائحة الأمان على صدرهِ هدأ روعها…
وهنا.. بدأ ألمُهُ هو… حتى إنَّهُ بلل شعرها الكثيف المتجعد بدمعِ قلبهِ الذي ذرفهُ عليها لكثرةِ ما أحسَ بألمها وكأنما الوجع وجعهُ، ودونَ أن تعلم…
ولم يُرِد أن يؤلمها بدمعه، وفضّلَ أن يسجنهُ بينَ طياتِ ذهب شعرها ليمطرَ قوةً مشتركةً بينهما، وقودها حبُهما….
وعندما أُشبِعَت من حنُوهِ وأفرغت ألمها الذي ما استطاعت يوماً أن تُسقطهُ كاليوم من عينيها نهرَ دموعٍ وصراخ.. لمحت دمعَهُ في عينيه فعرفت..
كم أنَّ الرجولة غريبةٌ عن كُلِّ مانشاهِدُهُ حولنا..
فليست كما نرى ظاهريا في قوةٍ ذكورية، أو في مالٍ أو في شكل لحية…
إذ إنَّ رجولة هذا العاشقِ بأن احتضنَها ابنةً أشبعها من أمان.. ودنا إلى قلبها فأنساه كُلّ أحزانهِ، وأعاد إلى محبوبتهِ ملامِحَ ابتسامة قلبها الضائعة… وبعد كل ذا.. بكى ألمها وتعمَدَ كتمانَه فخبأهُ بينَ طياتِ خصلِ شعرِها كي لايُحزِنها…
وعندما رأت دمعتها في عينهِ عادت فعانقتهُ وتبادلا أماناً تائها عن البشرِ الكواسِرِ في زمانٍ ليسَ إلاهُما يحميهما عن هذي الأرضِ الجارحة…
ومن شعاعِ حبٍ صادقٍ وُلدَت قوتُهما، فأنجبا حكايةَ عشقٍ لا تنتهي.. لاتُحكى مهما خطَّت كلماتُ الكُتّاب عنها… ولكن.. ستستطيع رؤيتها في كلِّ غروبٍ هي الشمسُ فيهِ وهوَ نارها، أو هو في بحرِ عمرِه وهي أمواجُ تَجَدُدِهِ…
ولن تستطيعَ ملامسةَ هذي المشاعر بينهما، إلا إن حضنتَ في قلبكَ قبل ذراعيك من تحب لتكون لها أباً وسنداً وبعد ذلك تدعى لكَ نصفكَ المحبوب.. لتكونَ هِيَ كلَّكَ وتُكَلِّلَكَ…
حسني نورية
اترك تعليقاً