ببالغ الحزن والأسى فجعنا بوفاة العم الغالي -جد الأولاد- أبي الثاني المرحوم المهندس/ عبدالوهاب شكري فضول الذي انتقل إلى الأخدار السماوية عن عمر 83 عاماً، قضاها في عطاء دائم لأسرته ومحبيه، ومهنته الهندسية، وبلده حمص التي أحبها حتى النخاع، ووطنه سوريا، التي عشقها وتمنى أن يعود إليها ويفتخر بالانتماء لهذا الوطن الكبير.
لقد كنتَ يا عماه طيلة حياتك مدركاً لمعنى الإنسانية الحقة ولسان حالك دائماً يقول: الدين معاملة.. فكنتَ رحمك الله تؤمن أن أخلاق الإنسان وطريقة تعامله مع من حوله هي دينه ودنياه.. فحفلتْ مسيرتك بالتعامل الخلاّق والسيرة الحسنة، إلى جانب تميزك بعلوم الرياضيات وشغفك بلغتنا الأم والأدب العربي، وإلمامك بالبحور والأوزان الشعرية، وكم رأيتك تشرح لحفيديك (إدمون ونايا) بعض الظواهر العلمية والأفكار الأدبية وها هما اليوم يفتقدان الجد الحنون والناصح الأمين والمعلم الرزين..
عشت مؤمناً بالعلم والتعلم فكنت من أوائل المهندسين المدنيين المتخرجين في الجامعة السورية، وتقلدت مناصب عديدة ومهمة في العمل كمدير عام لمواصلات حمص، ونائب للمدير العام لشركة إنشاء الطرق، ومستشار لوزير المواصلات، وعضو مشرف على مشاريع وأطروحات التخرج في جامعة البعث، ومهندس استشاري وخبير هندسي في محاكم حمص، نصيراً للمستضعفين وعوناً للمحتاجين.
ستفتقدك اليوم حمص المدينة بشعبها الطيب المعطاء والتي أحببتها حتى الرمق الأخير من حياتك، كذلك سيفتقدك زملاؤك وأصدقاؤك حيث كنت دائم التواصل معهم خلال السنة الماضية أثناء وجوجدك معنا في الرياض لأنك تدرك معنى الوفاء.. فكنت مثالاً يحتذى بعلمك وعملك وأخلاقك.
أيها الراحل الكريم.. خسارتنا فادحة بفقدك.. نذرف دمعة حزن ووفاء على ضريحك السرمدي.. راجين من الله أن يتغمدك برحمته الإلهية مع الأبرار والصديقين في ملكوته السماوي.
رحمك الله أيها العم الكبير.. لترقد روحك بسلام.. وليكن ذكرك مؤبداً.
ابنك / قيصر كباش
اترك تعليقاً