فُجع يوم الأحد ١٤ آب ٢٠٢٢ أهالي مدينة حمص بخبر العثور على الطفلة جوى المفقودة منذ أيام فاقدة للحياة ومرمية بطريقة لا تمت للإنسانية بصلة.
جريمة بشعة بكافة المقاييس ونحن على ثقة تامة بأجهزتنا الامنية والقضائية بأنها ستصل للفاعل أو الفاعلين بأقرب وقت والاقتصاص منهم واحقاق الحق والعدالة .
هذه الجريمة البشعة ليست الأولى ولن تكون الاخيرة للأسف …جريمة جزء من سلسلة جرائم تتكرر يوميا من قتل وسلب (خطف ونهب) مخدرات تجارة وتعاطي ، عصابات وتفجير وووو ……
وبالتأكيد لن تكون جوى الحلقة الأخيرة من تلك السلسلة
فازدياد تلك الجرائم وانتشارها بين شبابنا مؤشر لكارثة مستقبلية لا يحمد عقباها.
لذلك نحن اليوم بحاجة لوقفة مع ذاتنا لما يحدث وما سيحدث وما وصل بعض شبابنا إليه في هذه المرحلة الخطيرة الشبيهة بالغابة الكبيرة بكل ما تحمله من قوانين لا إنسانية .
فواقع شبابنا المرير يستحق الوقوف عنده ومسؤوليتنا اليوم أكبر من كل يوم فنحن أمام فكر جديد تشكل وتنامى على مرأى ومسمع منا لم نكن نسمع عنه أو نعرفه من قبل …. امتد حتى أصبح خطراً داهماً قريباً منا جداً جداً.
اليوم لا يمكننا أن نبقى صامتين مكتوفي الأيدي بعد هذه الجريمة المروعة التي راح ضحيتها أطراف كثر – بالتأكيد ليست جوى فقط ….
فالويل لنا لما سيؤول الوضع إليه في حال سكوتنا والإكتفاء بالبكاء والأنين والتنديد.
علينا اليوم اطلاق صرخة عالية – صرخة حب وخوف – صرخة ألم وأمل – صرخة عمل …لحماية شبابنا وحماية مستقبلهم …صرخة نطلقها اليوم لكافة مؤسساتنا المدنية والحكومية والدينية لنقف معا في وجه هذا الخطر الداهم الذي وصل إلينا كالفيروس القاتل عبر بعض القنوات الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي الغريبة عنا بأفكارها ومعتقداتها .
علينا الوصول إلى شبابنا إلى عقولهم عن طريق الحوار معهم والتقرب منهم ومساعدتهم بنشر ثقافة المحبة بينهم “ثقافة السلام” ثقافة القانون واحترامه ، علينا دعمهم ومساندتهم لتحقيق غاياتهم وألا نتركهم عرضة لمن يغرر بهم عبر توعيتهم وهذا يحتاج إلى تكاتف وتعاضد الجميع وبكل الطرق المتاحة وتقديم الحلول الفاعلة لهم لحمايتهم ولتأمين مستقبل واضح جلي .
كفانا حرباً – كفانا قتلاً وتدميراً – كفانا هجرة وتهجيراً- كفانا حزناً وألماً وخوفاً وقلقاً.
نريد العيش ببلادنا الآمنة كما عهدناها بعيداً عن تلك العوالم المجنونة الفاقدة لإنسانيتها التي يريدوننا أن نتحول إليها.
أسرة جريدة حمص تتضامن مع عائلة جوى ومع أهالي مدينة حمص.. راجين من الله أن ينير القلوب والعقول لتتوقف هذه الظواهر اللاإنسانية والتي لا تمس لمجتمعاتنا ولتاريخنا ولإيماننا بصلة.
لنقف معاً بمواجهة حرب ضروس ضد عائلاتنا ، أولادنا ، شبابنا ، ضد وطننا الغالي سوريا .
عشتم وعاشت سوريا بلدا آمناً سالماً غانماً.
مرهف شهله
اترك تعليقاً