حدث فني موسيقي ضخم شهدته مدينة حمص ضمن احتفاليات أيام الثقافة السورية، أحيته أوركسترا مديرية ثقافة حمص على مسرحها بقيادة المايسترو “حسان لباد” وسط حضور جمهور مهيب ملأ المقاعد والجوانب وعتبات المسرح في مشهد تاريخي يؤكد عنوان الثقافة بأنّها تراث وإبداع.
واستهلت الأوركسترا حفلها الفني بمقطوعة “دخول الجنة” تلتها معزوفات شرقية لأم كلثوم وماجدة الرومي ووردة الجزائرية، وأغانٍ من التراث السوري الأصيل، إضافة إلى أغانٍ للأطفال.
وتسابق نجوم الفرقة بتقديم أجمل الأغاني والمقطوعات الموسيقية، ليخطف أنظار الحضور المايسترو “حسان لباد” بعصاه السحرية وحركات يديه الرشيقة وقيادته للفرقة بكل احترافية وفن وإبداع.
وأبهرت المطربة “حلا طراد” الحضور بصوتها الدافئ بتقديمها أغنية “هذه دمشق”، وأغنية “عصفور وطل من الشباك”، تلتها أغنية “التتر” الشهيرة بالصوت الطربي للفنان “نشوان سليمان”.
وأكمل سلسلة الإبداع حضور عازف الأوكرديون المحترف “وسام الشاعر” القادم من الشام ليسحر جمهور حمص بأدائه اللافت، وتقديمه صولو، وميدلي موسيقا شرقية منوّعة نالت إعجاب وتفاعل الجمهور.
وتميز الحفل بتقديم اسكتش غنائي تمثيلي، حمل روح الفكاهة والمتعة بمشاركة مجموعة من الممثلين الشباب الموهوبين، وبأداء احترافي للمطرب “أندريه سكر”.
وأتى ختامها مسك مع الصوت الجبلي للمطرب “إيلي شحود” بتقديمه أغنية وطنية بعنوان “ياشام”، مترافقاً مع غناء وتصفيق حار متواصل من قبل الجمهور.
وفي تصريح لجريدة حمص هنّأ نقيب الفنانين في سورية الفنان “محسن غازي” أهالي مدينة حمص بوجود مبدعين حقيقيين، مشيراً إلى جهود نقابة الفنانين مع مديرية ثقافة حمص في إعادة إحياء الثقافة والفن والمسرح، وأنّ هذا الحضور الغفير يعطى تفاؤلاً بأن القادم أجمل.
وعبّر سيادة المطران جورجيوس (أبو زخم) ميتروبوليت حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس عن إعجابه الكبير بالأداء المتقن للفرقة من حيث العزف والغناء الإفرادي والجماعي والموسيقا، واصفاً المايسترو “حسان لباد” بأنه مبدع من الطراز الأول وأنه يعطي للإنسانية طاقات إيجابية رائعة.
بدوره أشار نائب نقيب الفنانين في سورية الفنان “هادي بقدونس” إلى الفن الصادق في الأداء، وأنّ جميع أعضاء الفرقة من عازفين وكورال هم مبدعون ومحترفون، مشيراً إلى عظمة جمهور حمص الذواق للموسيقا والنغمة والمقامات والإيقاعات، مؤكداً وجود ثقافة عظيمة في مدينة حمص.
وأوضح المايسترو “حسان لباد” أنّ مشاركة الأوركسترا أتت في اليوم الرابع من احتفالية أيام الثقافة السورية، وأنّ الفرقة ضمّت 84 عازفاً ومغنياً قدّموا مقطوعات محلية وعربية ويونانية، لافتاً إلى مشاركة الجمهور بنجاح الحفل من خلال تواصله مع الفرقة في الغناء والتصفيق، واصفاً جمهور حمص بالذوّاق لكل أنواع الفن والطرب الأصيل.
من جهته عبّر عازف الأوكرديون “وسام الشاعر” عن فخره وسعادته بالمشاركة في الحفل الموسيقي ووقوف الجمهور له بعد تقديمه تقسيمة ومقطوعات موسيقية أهداها للحضور، معتبراً هذا الحفل من أجمل الحفلات التي شارك فيها خلال مسيرته الفنية.
المطرب “أندريه سكر” تحدث عن الاسكتش الغنائي الذي قدمه لنصري شمس الدين بأنه تجربة رائعة ومهمة بالنسبة له، لأنها جمعت بين التمثيل والغناء، معبراً عن سعادته بروعة الحضور الكبير.
اترك تعليقاً