أقامت كاتدرائية القديسين الأربعين شهيداً حديثاً روحياً بعنوان ” العائلة فرح الحياة” ألقاه صاحب السيادة جاورجيوس “أبو زخم” ميتروبوليت حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس.
وقد تحدّث صاحب السيادة عن أهمية العائلة التي هي صورة مصغرة عن الكنيسة وأن كل عائلة هي نواة للكنيسة ونواة للمجتمع، وقد تطرق صاحب السيادة بالحديث عن الأسس اللاهوتية لمفهوم الزواج المسيحي من خلال محبة الله للإنسان لأنه هيكل الله الحي ومخلوق على صورته ومثاله الذي وهبنا الحياة والإرادة والحرية وعلينا نحن البشر أن نحسن استعمالها، والإنسان كيانٌ موحدٌ مدعو لأن يصير شريك الطبيعية الإلهية أي إلهاً بالنعمة وفي المقابل ممكن للإنسان أن يطفىء الروح فيصبح اسيراً للجسد. وعلى الإنسان أن يضبط نفسه بإرادته الواعية والحرة متخذاً قول القديس بولس الرسول شعاراً ” كل شيء يحل لي ولكن ليس كل شيء يوافق”
و أضاف صاحب السيادة حديثه بأن الشركة الزوجية في الحياة الكنسية تسهّل على الزوجين هذا الطريق الضيق والبهي من خلال جهادهما وتمثلهما بالمسيح ليصلوا إلى القداسة.
والله منذ البداية شرّع الزواج بقوله: لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته فيصران جسداً واحداً حيث قصد الرب اتحاد الزوجين كيانياً بشكل دائم ليس بحسب العواطف فقط بل في الجسد والفكر والروح وكل الحياة ليصبحان أيقونة حية لله الثالوث، وقد جدد المسيح مفهوم حضور الله في الزواج من خلال عرس قانا الجليل معطياً الزواج بُعداً جديداً لايقتصر على الهدف البشري القديم كالتناسل أو كعقد اجتماعي أنما أصبح سراً مقدساً يملأ الزوجين بنعمة الروح القدس.
وعن سر الزواج أشار صاحب السيادة إلى أنه سر المحبة وهو صورة للحب الإلهي من خلال التجسد و الصليب، والمكانة المحورية للصليب في الإكليل هي استعلان محبة الله ببذل ابنه الحبيب، وأن حمل الصليب هو قبول طوعي لمصاعب الحياة والاستعداد للتعبير عن المحبة وبذل الذات والخدمة.
وقد ذكر صاحب السيادة إلى أن الزواج هو شركة من خلال اتخاذهما القرار برضى متبادل، وتكتمل محبة الزوجين بالمحبة في الطاعة والطاعة في المحبة. والطاعة هنا لاتعني خضوعاً لشخص أكثر قوة أو تسلط بل هي بذل الذات وانتظار الله والإصغاء إليه وعن عبارة “الرجل رأس المرأة” لاتشير إلى مرتبة أعلى فالمسيح هو رأس الكنيسة وهذا لايجعله بموقع السيطرة بل بموقع القيادة والتي تعني الخدمة.
وفي النهاية تحدث صاحب السيادة عن الإنجاب أنه ثمرة الإتحاد الزوجي وتعبير عن مشاركة الله في الخلق، ولكنه ليس هو الهدف الأساسي من الزواج وإنما سبيل من سُبل المساعدة على الكمال الروحي للزوجين ويجب على الزوجين معرفة أن الزواج هو سر كنسّي فيه ارتباط ومحبة وتفاهم واحترام متبادل وهو الذي يكملهما وبعدها تأتي الأولاد الذين يُجملون الحياة.
وفي الختام تبادل سيادته مع الحضور مناقشة الحديث والاجابة على بعض التساؤلات الروحية .
والجدير ذكره بأنه سيكون هناك أحاديث روحية كل خميس بعد صلاة النوم الكبرى في كاتدرائية القديسين الأربعين شهيداً.
تصوير: كابي ابراهيم
اترك تعليقاً